كامل جابر
اليوم بلَغ ميلاده التسعين، ويظل وهجه لا يشيخ…
في مثل هذا اليوم، من تسعين عاماً، في 27 حزيران سنة 1927، خرج من «رحم» قريته جون (الشوف) صوت لا يشبهه صوت، عملاق الموهبة، سكن في وجداننا وأرواحنا وقلوبنا وعقولنا، قبل أن يسكن الذاكرة والحاضر والآتي من الأيام…
كيف حالهن كيفن حبايبنا عم يبعدوا والبعد تعبّنا
بيتن قريب وحيّن بهالحي وإلنا سني منمشي وما قربنا
كيفن حبايبنا؟
اليوم، ميلادك التسعون، يا نصري شمس الدين… ومن ينسى «فخر الدين» يجلجل صوته غناءً وأداءً مستحضراً الشخصية التي ظننا أنه هو فخر الدين الذي كنا نبحث عنه، وذاك «الفخر الدين» كان مجرد حكاية؟
وهل كل الأصوات التي تعاقبت على الفن والمسرح دافئة؟ أو بهذا الدفء الغريب الذي يتغلغل إلى شغفنا إلى حد الإبهار؟ صوت تقطّر من سقسقة مياه «عين حيرون»، وصدى الوديان وزقزقة الكروم. صوتك لم يغادرنا، لن يغادرنا…
ولهذا قررنا أن نعيش معك أجمل اللحظات هذا الصيف، لعلنا نعيد إليك بعض وميض من إشراق ما دمت تدلقه على أرواحنا ومسامعنا لنغوص في الحبّ والضيعة والطيبة والهواء النظيف، من أي تلوث فني أو حتى بيئي، والصوت الساحر الذي لن يغيبه إهمال وإدارة ظهر أو تغاضٍ.
العنوان: «الذكرى التسعون لميلاد الفنان نصري شمس الدين».
جون بدأت استعداداتها من خلال مجلسها المحلي البلدي.
وعائلة نصري شمس الدين بدأت تحضيراتها التي ستشكل مفاجأة، بعد 34 عاماً من الغياب…
وأكثر من جمعية مهتمة في ان تتحول الذكرى إلى مهرجان، سيكون دفء نصري روحه ومظلته…
مهرجان سيحمل الكثير من الاصدارات التذكارية… كونوا معنا قريباً في إعلان تحياتنا إلى الراحل الكبير، إلى العملاق الذي سيبقى شامخاً أكثر من تحياتنا… لكن لا بدّ منها…
شكراً لجون التي تنبت الأقحوان والريحان، ولروح الفنان نصري شمس الدين ألف تحية وتحية… وسوف نلتقي في رحابه عمّا قريب…