سلوى فاضل
لم يعد مستغربا ما يجري في لبنان، فالقدوات باتوا بحاجة لمن يعلمهم ويدلهم على الطريق الصحيح.
تناقلت وسائل إعلام مكتوبة، وبسرعة البرق، خبر توقيف الشيخ يوسف أبو زيد، من بلدة كفررمان. والتوقيف تم منذ اسبوع تقريبا في مخفر النبطية.
وقد جاء في الخبر التالي: “افادت مصادر قضائية ميدانية لصحيفة “المستقبل” ان الشرطة القضائية في مدينة النبطية، اوقفت عصر أمس في بلدية كفررمان الشيخ المعمم ي. أ. ز. بجرم النصب والاحتيال. واوضحت ان الشيخ المذكور كان يحضر احتفالا تأبينيا في النادي الحسيني في بلدة كفررمان عندما انتظرته الدورية خارجه، ونقلته معها الى مجمع قوى الامن في كفرجوز. واشارت المعلومات الى ان الشيخ المذكور كان نصب 900 ألف دولار على حجاج لبنانيين في العراق، وعندما جاؤوا الى لبنان تقدموا بشكوى ضده”.
انتهى نص الخبر الصحفي.
وابتداءً نقول: لم يعد مستغربا ما يجري في لبنان، فالقدوة باتت بحاجة لمن ي يعلمها ويدلها على الطريق الصحيح.
وفي محاولة للاضاءة على الموضوع ومدى صوابية ما ورد في الخبر الذي نشرته جريدة “المستقبل” التابعة لرئيس الحكومة سعد الحريري، قال احد المتابعين لـ”جنوبية”، والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن ” الخبر صحيح، والشيخ يُدعى يوسف ابو زيد، وهو من ابناء بلدة كفررمان، قصد العراق، وغاب هناك مدة اربع سنوات، ولبس العمامة الدينية، ومن ثم جاء الى القرية”.
ويلفت هذا المصدر، الى ان “الامور ليست ثابتة، والخبر تناقلته الناس، وتقول الأخبار انه أخذ من مجموعة أناس مبلغاً مالياً خلال زيارتهم الى العراق”.
وتابع المصدر، بالقول: “ان الشيخ يرى ان المسألة عبارة عن خلاف مادي، لا أكثر ولا أقل، وليست مسألة نصب واحتيال، كما يُقال”.
والخبر الذي انتشر يؤكد ان المبلغ المطالب به الشيخ ابو زيد مرتبط بزيارة المراقد المقدسة”.
ويضيف “اضافة الى ان الشيخ على خلاف مع اناس في العراق، انتظروا عودته من العراق، وتقدّموا بشكوى ضده هنا في لبنان”. “والشيخ لا يزال منذ اسبوع موقوفا في سجن النبطية”.
وبحسب القانون اللبناني الدعوى تُقام حيث يقيم المدعى عليه. وهذا الشيخ الخمسيني متزوج وأب لأولاد، كان قد دخل السجن سابقا بتهمة شيكات أيضا.
وكما هو معروف، في القرى والبلدات الجنوبية تنتشر الاخبار بسرعة البرق، لكن تبقى الحقيقة غير معروفة الى ان يبُت بالامر القضاء اللبناني.
ولكثرة الاقاويل لم يعد المستمع يعرف أين هي الحقيقة، فثمة غموض في القضية ككل، لان الشيخ دافع عن نفسه بالقول: ان المبلغ لا يتعدى 230 ألف دولار أمريكي. في حين ان المشتكين يقولون ان المبلغ وصل الى الـ900 ألف دولار.
والسؤال، الذي يفرض نفسه، ان المعممين دوما في لبنان لا يتم توقيفهم الا بعد إذن الزعامة الروحيّة للطائفة، مهما كان هذا المتهم مرتكبا. فهل ان هذا الشيخ المتهم لا سند له، حتى وصلت الامور الى حد توقيفه؟
علما ان معلومات وردت الى “جنوبية” تقول ان الشيخ المذكور من المقرّبين جدا الى رئيس بلدية كفررمان السابق كمال غبريس، الذي يقبع ابنه ايضا في السجن بتهمة التزوير! فهل للامر صلة؟
ويبقى القول إن هذا الشيخ تلاحقه الشُبهات، حيث كان سابقا قد دخل السجن لأسباب ماليّة. فهل سيخرج بعد تدخلات سياسية او تسويات مع من اودعه السجن؟ وهل سيُعاقب؟ وهل لكمال غبريس علاقة بالتهمة الموجهة إليه نظرا لصلته الوثيقة به؟.