حل، أمس في 24 ابريل/نيسان الجاري، معرض “فنانون روس رسموا لبنان: كوروليوف، بليس وبورادا” ضيفاً حميماً على العاصمة الروسية موسكو، برعاية السفارة الروسية في بيروت والسفارة اللبنانية في موسكو، ومن تنظيم الباحثة الروسية اللبنانية تاتيانا بحر، وصاحب المعرض الدائم للطوابع البريدية خليل برجاوي والصحافي اللبناني عماد الدين رائف.
حضر حفل الافتتاح الذي أقيم في قاعات «بيت المغترب الروسي» المستشار في السفارة اللبنانية في موسكو القنصل ميلاد نمّور والملحق العسكري في السفارة العميد عبد السلام سمحات وسكرتير السفارة محي الدين فرحات وممثل عن السفير الروسي ببيروت الملحق الاعلامي والثقافي السابق ببيروت البروفيسور سيرغي فرابيوف ومدير مركز بيت المغترب الروسي السيد فيكتور ماسكفين ووفد من اكاديمية الطوابع الوطنية الروسية وحشد من الجالية اللبنانية في موسكو وعدد كبير من الهواة والمهتمين.
وتحدث خليل برجاوي باسم «المعرض الدائم للطوابع البريدية» فقال: «أنا خليل برجاوي رجل أعمال لبناني وصاحب شركة تجارية، ومؤسس وصاحب معرض خليل برجاوي الدائم لطوابع البريد، يسعدني اليوم أن أكون هنا بينكم بصفة ساعي بريد أتيت حاملاً رسالة من بلدي لبنان؛ رسالة تقدير واحترام واعجاب لبلدكم الجميل والكبير والرائع. على هذه الرسالة وكما كل الرسائل، طابع بريد، على الطابع صورة، وللصورة حكاية، ولكل حكاية سرد وأهداف وزمان ومكان وشخصيات. كنت يافعاً وجمعت الطوابع لأنني أعجبت بالصور والألوان والرسومات وازددت شغفاً وتعلقاً بها عندما صرت أتعرف على حكايا هذه الصور، ثم أخذت هذه الهواية طريقها إلى الاحتراف. كما أيقنت أن الطابع وثيقة، وثيقة وطنية بامتياز، وصار جمع الطوابع جمع وثائق، وصار ألبوم الطوابع أرشيفاً للوطن بتاريخه وجغرافيته».
وأضاف: «نحن هواة الطوابع نعتبر أن طوابعنا هي كتبنا التي نقرأ فيها، وهي كنوز المعرفة ونبع ثقافة لا ينضب، وحتى لا تبقى هذه المعارف حبيسة الكتب والخزائن أسست بجهد فردي متحفاً دائماً لطوابع البريد احتل طابقاً كاملاً من مبناي في النبطية بجنوب لبنان، وعلى مساحة مائتي متر مربع، افتتحته في آذار من العام 2012، وشرعت أبوابه أمام المهتمين وطلاب المدارس والحضور في زيارات مجانية للقيام بجولة بانورامية حول لبنان والعالم من خلال الطوابع. كما وبادرت إلى إقامة المعارض المتنقلة في كثير من المدن الللبنانية وذلك في المناسبات الوطنية والمهرجانات الثقافية، وخصصت المدارس بمعارض توجيهية تربوية مصحوبة بمحاضرات وشروحات للطلاب، كما وقمت مع زملائي بطباعة البطاقات البريدية والغلافات ذات الصلة لتعميم الفائدة، ولفت الأنظار والتوجه لأوسع شريحة من الناس للتعرف على ثقافة الطابع وقيمته العلمية العالية».
وتابع: «بدأ لبنان بإصدار طوابعه البريدية بدءاً من العام 1924، سنة تشكيل الإدارة المحلية لبريد لبنان الكبير الواقع تحت سلطة الانتداب الفرنسي، وحتى يومنا هذا. وتتألف المجموعة اللبنانية من حوالي 1600 طابع، رسم منها الفنانون الروس، بليس وبورادا وكورليوف أكثر من 425 طابعاً، في 82 مجموعة، وذلك بدءاً من العام 1942 وحتى مطلع السبعينات، حيث أتحفونا بتصاميم ورسومات رائعة وأنيقة ومدهشة روت شغف الناظرين وأبرزت مكامن الجمال في معالم وطني لبنان. وكانت الريشة وأقلام التلوين خلاقة بين أناملهم، رسموا بها طوابع جميلة زينت رسائلنا حتى صارت هي رسائل بحد ذاتها، تحكي للعام أن هناك ثمة بلداً رائعاً هو لبنان».
وختم: «في النهاية أشكر الباحثة السيدة تاتيانا بحر وزوجها السيد محمد بحر والسيد عماد الدين رائف على الجهد المكثف والكبير لتحقيق هذا المعرض. كما واشكر السادة في بيت المغترب الروسي لإتاحة الفرصة لنا للإضاءة على جهد الفنانين الروس في رسم وتجسيد مرحلة مهمة، بل المرحلة الذهبية من تاريخ بلدي لبنان، وأشكر السفراء والحضور وكل من ساهم في نجاح هذا المعرض».
وألقيت كلمات للسادة فيكتور ماسكفين مدير مركز بيت المغترب الروسي، ونائب السيد يوشكين رئيس الأكاديمية الوطنية للطوابع؛ والمستشار في السفارة اللبنانية في موسكو القنصل ميلاد نمّور والبروفيسور سيرغي فرابيوف.
وعرض فيديو للفنان بورادا وزوجته، تحدثا فيه عن تجربتهما في لبنان والطوابع التي رسماها وصمماها.
وسلّم مدير بيت المغترب ماسكفين شهادة شكر وتقدير من بيت المغترب الروسي لخليل برجاوي وبادله برجاوي بلوحة طوابع ومغلف تذكاري أصدره معرضه لكورليوف.
وعلى الهامش حضر مندوب من البريد الروسي ومعه الختم الخاص والبطاقات التي اصدرها البريد الروسي رسمياً لمناسبة المعرض تحية للفنانين الروس الذين رسموا لبنان. وأقيم حفل اختام وتواقيع.
وأهدى برجاوي للحضور مغلفاً تذكارياً تحية إلى كورليوف في مناسبة مرور 120 عاماً على ولادته من إصدار المعرض الدائم لطوابع البريد وتصميم الزميل الفنان كامل جابر.
وقد ضم المعرض الأول من نوعه في موسكو والذي يستمر لغاية 28 ابريل/ نيسان الجاري، نحو 470 قطعة أصلية، للفنانين الروس بافل كوروليوف وفلاديمير بليس، وسابينا بورادا وزوجها ميخائيل، الذين كانوا من عداد المهاجرين الروس الذين مثلوا الجالية الروسية القيصرية في بيروت، التي كانت قد تشكلت بمعظمها من المشاركين في الحركة الروسية البيضاء وعائلاتهم مطلع عشرينيات القرن العشرين.
المعروضات تتوزع بين طوابع بريدية ومالية وضريبية وأغلفة وأوسمة وميداليات تذكارية وعملات ورقية ومعدنية ولوحات، وغيرها من الرسوم والتصاميم التي نفذها الفنانون الروس لحساب الدولة.