مصطفى الحمود
رعى النائب ياسين جابر حفل توقيع كتاب “اقتصاديات الدول العربية والتكامل المتعثر”، للدكتورين عبد الهادي يموت ومحمد حسن خليفة، بدعوة من الحركة الثقافية في لبنان وذلك في مجمع الرئيس نبيه بري الثقافي في الرادار- المصيلح بحضور ممثل قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون العميد الركن مشهور اللهيب، ممثل قائد منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الامن الداخلي العميد سمير شحادة مساعده العقيد حسين عسيران، قائد جهاز أمن السفارات في لبنان العميد وليد جوهر، رئيس مكتب مخابرات الجيش اللبناني في الزهراني الرائد فريد الحاج سليمان، ممثل النائب علي عسيران مختار الصرفند كاظم يونس، رئيس بلدية الصرفند الدكتور علي خليفة، مدير ثانوية الشهيد مصطفى شمران في البيسارية ابراهيم يونس، مدير مجمع نبيه بري الثقافي في الرادار والمسؤول الاعلامي لحركة أمل في اقليم الجنوب الزميل علي دياب، امر مفرزة الطوارئ في النبطية النقيب مصطفى قاووق، ممثل رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة القنصل رمزي حيدر، الامين العام للمجلس القاري الافريقي ابراهيم فقيه، مديرة كلية العلوم الاجتماعية – الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية الدكتورة سناء صباح، وقيادات أمنية وسياسية ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات ثقافية وأدبية واجتماعية وتربوية وفاعليات.
افتتاحا النشيد الوطني اللبناني وترحيب من الشاعر مصطفى فقيه، ثم القى القنصل رمزي حيدر كلمة رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة وقال فيها “مرة جديدة نلتقي في رحاب الحركة الثقافية حاضنة الانتاج الادبي والفكري والعلمي على امتداد مساحة الوطن، والراعية عبر رئيسها الاستاذ بلال شرارة للابداع المتألق شعرا وفنا وثقافة وكل ما يعني الانسان في لبنان، ولقاؤنا اليوم على ارض الجنوب منبت الثوار والاحرار في جبل عامل، جبل العزة والعطاء، وفي هذا المجمع الثقافي الهام الذي يحمل اسم حاضن الوطن ووحدته والساهر على تطلعات شعبه وأمانيه الراعي الاكبر للدولة والانسان في لبنان دولة الرئيس نبيه بري، كما يتعزز لقاؤنا انه برعاية كريمة ممن عودنا على المساهمة المستمرة والرعاية الدائمة للنشاطات الثقافية والاجتماعية في منطقة النبطية عبر مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي في النبطية الذي يشكل علامة فارقة منذ سنوات طوال”.
ثم تحدث رئيس بلدية الصرفند علي خليفة فقال: “وفقا لاحداث تقارير جامعة الدول العربية وعن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية فان منطقتنا العربية تستورد 90 بالمئة من احتياجاتها الغذائية، رغم ذلك فان كل اجندات اجتماعات الدول العربية تركز بشكل اساسي على القضايا السياسية ويغيب عنها مشروع منطقة التجارة العربية الحرة والتركيز على المداخل الاخرى للتكامل الاقتصادي”.
ثم كانت كلمة المحتفى به الدكتور محمد حسن خليفة فشدد على ان التعاون مفتاح الامل للوطن العربي، شاكرا النائب جابر والحركة الثقافية في لبنان.
وتحدث راعي الاحتفال النائب جابر فاستهل كلمته بتوجيه الشكر للحركة الثقافية في لبنان وللمؤلفين «على تشريفي برعاية حفل التوقيع خاصة في هذا المركز الثقافي الهام ومن على منبر دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري الذي أتشرف أن أكون عضوا في كتلته النيابية، وأتقدم بالشكر للدكتور عبد الهادي يموت ومحمد حسن خليفة على ما بذلاه من جهد لاصدار هذا الكتاب القيم الذي يعنى بشؤون السياسة الاقتصادية والتنمية في الدول العربية، وأثمن لهما هذا الجهد، متمنيا لهما مزيدا من التقدم في هذه الابحاث القيمة وان يلاقي هذا الكتاب استحسانا لدى القراء والمهتمين بالشؤون الاقتصادية وان يساهم هذا الكتاب بفتح افاق جديدة للحوار الاقتصادي العلمي البناء”.
واضاف النائب جابر: “طبعا هذا الكتاب يفتح موضوع كبير جدا “التكامل الاقتصادي العربي”، وقد تسنى لي في السنوات التي تسلمت فيها وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان ان أطلع عن كثب على ما يجري في الاروقة وفي أماكن القرار وفي دوائر الجامعة العربية وغيرها، من أمور تتعلق بالسعي لتحقيق هذا التكامل، تعلمت درسا منذ بداية ايام الجامعة ان لن يسمح للعالم العربي ان يزدهر وان يحتفظ بأمواله وبتنمية ذاته كما يجب، أول حادثة يجب ان نتذكرها دائما افلاس بنك انترا عام 1967 مع بداية ظهور ارتفاع اسعار النفط، لم يكن مسموحا ان يكون هناك مركز مالي في العالم العربي يستقطب اموال النفط ويكون الاساس في موضوع التنمية، حتى اليوم شركة انترا تقدر موجوداتها بملايين الدولارات وواقعا هذا أول درس تعلمناه”.
وتابع النائب جابر: “لقد حرم لبنان ومنع من ان يكون بما لديه من كوادر بشرية مميزة من ان يكون مركز استقطاب وتعرض البلد للخراب، للاسف الشديد في العالم العربي ليس هناك قرار سياسي لان يكون هناك تكامل اقتصادي، كل الاجتماعات التي ذهبنا اليها كان هناك ممانعة وحتى عندما توصلنا الى توقيع اتفاقية “التبادل والتيسير التجاري”، بين الدول العربية ودخلت حيز التنفيذ، تنفيذها كان شبه مستحيل لانه هو مسموح ولكن ممنوع بالمواصفات وغير المواصفات بمعنى أن ترسل مثلا براد تفاح الى مصر يبقى في المرفأ لاسابيع تحت عنوان فحصه وارساله الى المختبر فيكون قد ذهب التفاح وهكذا دواليك، أمضينا شهورا وأسابيع وسنوات نحاول ان نذلل العقبات ولكن ليس هناك قرار سياسي في ان يكون هناك تكامل عربي، والمؤسف الذي اكتشفته خلال وجودي في الوزارة ان وضعنا في الاربعينات والخمسينات من ناحية الانفتاح على بعضنا البعض كان أفضل بكثير مما عندما أصبحنا دولا مستقلة، كان التبادل أسهل والتكامل أكبر في العالم العربي، بتنا اليوم وفي الوضع الذي نعيشه نتأسف على ما سبق، يا ريت نرجع عشر سنوات الى الوراء لان الذي كنا نعتبره غير كاف اصبحنا نتمناه اليوم”.
ولاحظ النائب جابر “ان لبنان يعاني اليوم ما يعانيه بسبب ما يحصل في سوريا، المدخل الى العالم العربي أقفل، الزراعة تعاني، الصناعة تعاني، للاسف الشديد هذا يدمر الاقتصاد اللبناني، حتى داخل بعض الدول العربية أصبح هناك صعوبات في التكامل في ما بينها، مثلا العراق هناك صعوبات في الانتقال من منطقة الى غيرها، للاسف هناك في المدى المنظور اي شيء نأمل به سريعا ولكن يجب ان يبقى الامل لدينا بالفعل كي نستطيع ان نوظف الاموال العربية في البلدان العربية لكنا بأفضل حال، نتكامل عربيا نفتح حدود مع بعض ونتبادل تجاريا للاسف لم يسمح لنا، اليوم ما نمر به في العالم العربي “فرق تسد”، اليوم كل العرب ضد كل العرب، أصبحنا فرقا نتنازع، نحارب بعضنا البعض وكل واحد يعتبر نفسه ان لديه قضية عادلة ويقاتل الاخر ويحاول القضاء عليه، وكل العالم العربي يخسر بكل طوائفه وفرقه وبكل سياسييه، من يربح؟، يربح الذين يبيعوننا السلاح الذين يتهيأون انه عند الانهيار الكامل سيستولون على الثروات لسنوات طويلة قادمة”.
ولفت النائب جابر “إلى انه اليوم مثلا هناك مشاريع تحضر لاعادة اعمار العراق وسوريا وبعدها اليمن وليبيا وغيرها وغيرها وهناك مشاريع تقدم النفط مقابل اعادة الاعمار، واليوم هناك مشروع في الكونغرس النفط مقابل اعادة الاعمار، للاسف الشديد يبقى حلما ان شاء الله نستطيع ان نحققه، المؤسف الاخر ان التجارب التي نجحت في التكامل تتعرض اليوم لتجربة صعبة، من أكبر الامثال على التكامل الاقتصادي الاتحاد الاوروبي الذي استطاع بالفعل ان يدمج نفسه بشكل رائع، أربع حريات أساسيات، حرية تنقل البضائع، حرية تنقل الرأسمال، حرية تبادل الخدمات وحرية تبادل البشر هذه التجربة تكاد تتعرض لنكسة كبيرة، البريطانيون يريدون الخروج وان شاء الله نستطيع نحن في العالم العربي ان نحقق تجربة أفضل”.
وقال النائب جابر لبنان اليوم يمر بمرحلة سياسية حساسة جدا والاسبوع الحالي مليء بالتحديات واولها اليوم اجتماع مجلس الوزراء لاجل اقرار قانون انتخابات، ضروري وضروري جدا ان ننتهي من انجاز هذا الملف ولا يجوز ان نسمح ولو للحظة بأن يذهب لبنان الى موضوع الفراغ التشريعي، الفراغ في المجلس النيابي، لقد مر حرب على لبنان ولم يكن هناك ولو للحظة فراغ في المجلس النيابي وغير مسموح ان نعرض البلد اليوم وفي ضوء كل التحديات من مواجهة الارهاب وتحدي وجود مليون ونصف المليون نازح سوري واللاجئين الفلسطينين اضافة الى وضع مالي واقتصادي حساس جدا، البلد لا يحتمل هزات وضروري ان نسعى الى تفادي الفراغ بالاتفاق على قانون انتخابات يضمن ليحقق العدالة، ان يعتمد النسبية في كل لبنان ولو على اساس الدوائر الوسطى وان يكون هناك وحدة معايير وليس في محل المسلم ينتخب المسلم والمسيحي ينتخب المسيحي، خليط عجيب غريب، المهم ان يكون هناك قانون عادل ويتضمن وحدة المعايير، ضروري ان لا يمر هذا الاسبوع الا ونكون قد توصلنا الى تسوية في موضوع قانون الانتخاب حتى نحمي البلد من استحقاقات لا يستطيع ان يتحملها”.
وفي الختام وقع خليفة كتابه للنائب جابر وللحضور.