كفررمان تحتشد في ثلاثينية طبيب الفقراء الشهيد حكمت الأمين
محمد علي شمس الدين: حكمت الأمين هو الزهر الأبهى للفكر الماركسي
تحت عنوان “فتى الرّمان” وبمشاركة الشاعر الدكتور محمد علي شمس الدين، احتشدت قاعة نادي التحرر في كفررمان، بالأوفياء لمسيرة الشهيد الدكتور حكمت الأمين، في الذكرى الثلاثين لاستشهاده، بدعوة من النجدة الشعبية اللبنانية والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي ونادي التحرر في كفررمان وجمعية بيت المصور في لبنان، بحضور عائلة الشهيد الأمين وأمين عام الحزب الشيوعي اللبناني الأستاذ حنا غريب والأمين العام السابق الدكتور خالد حدادة ورئيس جمعية النجدة الشعبية اللبنانية الدكتور علي الموسوي على رأس وفد من الهيئة الإدارية المركزية، رئيس فرع النبطية الدكتور محمد مهدي، ومدير مستشفى الشهيد حكمت الأمين الأستاذة منى أبو زيد ورئيس مجلس الإدارة الدكتور علي الحاج علي وحشد من رؤساء وممثلي الأندية والجمعيات والأحزاب والقوى الوطنية ووفد من بلدية كفررمان وفاعليات صحية وطبية واجتماعية وأكاديمية..
جابر
بعد النشيد الوطني اللبناني، تحدث رئيس جمعية بيت المصور الإعلامي كامل جابر، فقال:
على زغردة الثورة، يأتي ميلادك الثلاثون
ثلاثون ساقية ماء انبجست من أرض مدرار، وهَلَلٍ نقي عذب
تسقي أجيالاً عهدتَها يانعة، وأخرى نبتت عاماً بعد عام
على سقسقة ثلاثين أغنية، ومقامْ.
يا لصوتك يهدر، اليوم، “ثورة ثورة” وطيفك مجرّة.
يا “حكيم الفقراء”، هُبَّ إلينا وقدِ الطلائع الأبابيل، تصدّر الجمع، إنّ الجمعَ قام..
عاصفة أرواحنا ما عادت تستكين، وقبَسُ وجوهنا شقَّ ظُلمَة اللثام…
يا “فتى الرّمّان” وقد أهداك شاعر الأرض والمقاومة والحبّ* اسمك الشهيد..
يا “فتى الرمان”، كَفْرُك صارت عاصمة.. والأحرار، شهداء ومقاومون حبّات الروح، حبّة تلو حبّة، أثمرت دماؤهم شجراتٍ باسقات وكيزاناً، من عقيقها فاضت الكأس، وطاب المُدام
من نسغها عبّت أوردة التراب، تشطفُ أديمها من دنس الغزاة ونعيق الغراب
وقبل صياح الديك، أشرقت رمّانة وردية.
دمك ثلاثون وردة حمراء وقبلة، باقةُ غرام..
تجْدِلُ ضفائرَ القرى وقد مَسَحتَ عن هامات أهلها كلَّ سَقَام..
يَدُكَ ريحانةٌ من أريجها انفكّت طلاسم الكلام..
حكمت الأمين..
ما نامت روحك ثلاثين حولاً، أو دهراً، ولن تنام..
لم يخبُ وجهك، شذاك، شهدك، دمك..
حكمت الأمين..
ذكرك اتسامُ المقام..
*الشاعر الدكتور محمد علي شمس الدين
حمزة
بعدها تحدث رئيس نادي التحرر كمال حمزة فقال: (ننشرها لاحقاً)
الأمين
وكانت كلمة لنور محمد راسم الأمين باسم العائلة، قالت فيها:
“على مدى أربع سنوات كانت رحلة البحث عن عمي الشهيد الدكتور حكمت الأمين التي إنتهت بكتاب الرجل الملتحي الذي هو مجرد تحية، في محاولة لجمع بقايا الذاكرة لنتعلم منها خلال الرحلة سمعت الكثير من الوصف والألقاب لرجل لم يبحث يوم عن لقب. ربما أفضل وصف سمعته كان لعمي وكبير عائلتنا علي الأمين (أبو مروان) “حكمت صار حكاية”. لأن الحكاية ما بتخلص، القصص بتبقى بالبال وبالذاكرة وبتتشاركها الأجيال. وقصة حكمت صداها بكل بيت جنوبي، وبعد ٣٠ سنة إسم حكمت بعدو بيرجع للواجهة عند كل نداء إنساني وبالمواقف الصعبة والحساسة. حكمت حلم بوطن الإنسان فيه أعلى من أي حاجز وتعصب وتفرقة، وطن بيساعد الفقير ولا يذله متل ما كان يقول “أنا تعلمت لحكِّم الفقراء”، حكمت الذي افتخر بالفلاح والفقير والكادح والمقاوم واعتبرهم واجهته وقيمته قبل الطقم والكرافات حلم بوطن الشعب فيه أعلى من أي حزب، وبيستاهل الأفضل مرددا “شعبي ما بيستاهل إلا كل خير”، حلمك يا عمي بعدو حلم و متل ما كنت تقول: “نهايتنا صورة على الحيط” بس هالصورة إلها حكاية وحكايتها ما خلصت بعد، بعدو النضال لنصير بلد للجميع من أجل الإنسان. واليوم على خطى حكمت ريع الكتاب حيروح لشباب دوار كفررمان للمساعدة. تحية لروحك يا عمي على أمل الحلم يصير حقيقية ويكون في تتمة لهل الحكاية”.
شمس الدين
وإلى المنصة صعد الشاعر الدكتور محمد علي شمس الدين، ليستذكر صديقه طبيب الفقراء حكمت الأمين، قائلاً: “مهما تكن الأفكار والفلسفات والأديان سامية وتضرب على وتر الروح فإنها ستبدو فارغة إن لم تضرب على وتر الإنسان، الإنسان في الوجود وفي المجتمع وفي صراعه المرير ضد الظلم والعبودية والفقر والجوع، وقد قلت في إحدى قصائدي:
صلّيتُ بـ “بغداد” صلاة الدمّ ونثرتُ بـ “غزّةَ” أوجاعي
وعبرتُ الجسر الواصل ما بين الموتَ وأضلاعي
دمعي أصلُ الطوفان وقُرباني جسدي
فاقطع إن شئتَ يدي ستموج الغابةَ بالأغصانِ
ويعلو للأشجارِ عويلٌ حتّى يثقبَ سقف القِبّة
من لم يعرِف وجعَ الإنسان وغربته في الأرض فلن يعرِفَ ربّه
لقد عايشت الطبيب الشهيد الدكتور حكمت الأمين منذ أكثر من ثلاثين عاماً، كان بحقّ طبيب الفقراء، وهذا ليس بالهيّن، هذا اللقب ليس بالقليل، كان يعالج أمراضهم ويقدم لهم الدواء، وشيئاً من المال أحياناً، وهو موقف إنساني عظيم يذكرني بالأولياء الكبار، ونحن في الجنوب اللبناني، مرّ المسيح من هنا وانحدر نحو قانا وحضر عرس الجليل وصنع المعجزة بالحب، وبأنه أطعم جسده وسكب دمه فداءً للبشرية، وقد مرّ بعدها بـ700 عام على نفس الطريق أبو ذر الغفاري تلميذ علي، وبذر بذور الثورة وقال: عجبت لمن لا يجد قوت عياله كيف لا يخرج شاهراً على الناس سيفه. وها كثيرون منكم يخرجون اليوم شاهرين على الطغاة سيوفهم. حكمت الأمين هو الزهر الأبهى للفكر الماركسي، ولكنه هو أيضاً ومع هذا وقبل هذا، ابن هذه البلاد وهذا التاريخ، ابن ابي ذر الغفاري وابن موسى الصدر وابن المقاومين أيضاً حتى لو جاء قبلهم أو معهم، هو ابن كل هذا المزيج لتاريخ فذ اسمه تاريخ جبل عامل، تاريخ الجنوب، لأنه في نقطة ما عميقة وحقيقية، تلتقي أفكار عديدة، لتصنع اللحظة الثورية الراهنة، وهو أيضاً ابن كفررمان قرية الكادحين ومزارعي التبغ والمناضلين الأشداء…
أيها الأخوة والرفاق
إن قصيدتي “فتى الرمان” التي كتبتها بوحي من واقعة استشهاد حكمت الأمين مع رفاقه في تلة الرميلة منذ نحو ثلاثين عاماً، هي مديح لهذه القرية، ولفتاها العظيم، وصدقوني إذا قلت لكم إنني كثيراً ما قرأتها في أمسياتي الشعرية وهنا وفي العواصم العربية التي زرتها، في القاهرة وبغداد ودمشق وسواها وكان الاصغاء لها تام، وكنت أرى احياناً بعض الدموع تترقرق بصمت في عيون بعض المستمعين..
ثم ألقى قصيدته “فتى الرمان” كاملة…
الموسوي
وختاماً كانت كلمة رئيس جمعية النجدة الشعبية اللبنانية الدكتور علي مرتضى الموسوي (في مناسبة الذكرى الثلاثين لاستشهاد الدكتور حكمت الأمين) وهذا نصها الكامل:
“رفاق، أصدقاء وأحباء حكمت الأمين، أيها الحضور الكرام:
لكم/ن تحياتي وتحيات أعضاء الهيئة الإدارية المركزية والشكر الجزيل على حضوركم/ن ومشاركتكم/ن في هذه الذكرى.
شرف لي ان أشارك بكلمة باسم النجدة الشعبية، في هذه الذكرى، ومشاركتي هذه هي نتاج عن مصادفة تاريخية تزامنت بين الذكرى الثلاثين لاستشهاد حكمت الأمين ورفاقه، وبين إشغالي موقع رئاسة النجدة الشعبية.
حكمت الأمين لا أعرفك شخصيا، وهذه خسارة لي مؤكدة، قرأت عنك في مجلات للنجدة، وسمعت عنك من أصدقاء لك، فتكوّنت لديّ صورة لك. أخاطبك باسمك من دون زيادة ولا نقصان، لأن اسمك يختزل، كما تبيّن لي، الى السمتين الظاهرتين، أي الحكمة والأمانة، كمًّا من السمات: المقاوم، المناضل، القيادي، المبادر، المؤسس، المنظم، الملتزم بقضايا مجتمعه، وفي البداية والنهاية المعطاء، التي كانت أبرز سماتك، والتي قدمت في سبيلها أغلى ما عندك، قدمت حياتك، أسمى أنواع العطاء.
إن ربط اسمك بأي سمة من هذه السمات هو اختزال للكل الإنساني الذي تمثله. لذلك اخاطبك حكمت الأمين.
بعد بناء الصورة الأولية، تساءلت من أين ألج الى مسيرتك الغنية والمكثفة على الرغم من العمر القصير؟ فوجدت أن موضوعة القيم، التي تدهور نظامها، اثناء الحرب وبعدها بشكل مريع، هي المدخل، مستفيدا من اختصاصي في العلوم الاجتماعية.
القيم ليست سمات فطرية تولد معنا، بل هي تُبنى في إطار مؤسسات التنشئة الاجتماعية بدءا بالأسرة والمدرسة، فالحي والقرية وجماعة الرفاق والصحبة، الى الجامعة والعمل، وفي كل من هذه المؤسسات وجدت واخترت ما يجعل منك انت حكمت الأمين.
فمن ضمن منظومة القيم السائدة في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، أي في السنوات التي تلت ولادة حكمت في العام 1946، اختار حكمت مع بعض أترابه الانحياز الى القيم الانسانية، انحازوا الى العدالة الاجتماعية ضد الاستغلال، الى كرامة الإنسان ضد الذل، الى الحرية ضد القهر والاستبداد الخ… تلك قيم ربما معظم الناس بطينتهم الريفية الطيبة يتحلون بها، ولكن قلة منهم ينحازون اليها ويناضلون في سبيل تحقيقها مرتكزين في ذلك الى الفكر الاشتراكي الذي كان يُعلي شأن هذه القيم.
موضوع التبدل في سلّم القيم قبل الحرب واثناءها وما بعدها موضوع شيق وجدير بالدراسة، فالتبدل لم يطل الفئات الاجتماعية المتنوعة في المجتمع وحسب، بل طال الشباب في الفئة نفسها التي كنتم تناضلون معا، يبقى السؤال عن السمات التي جعلتك تتميّز حتى بين رفاقك؟
بعد ان انهيت تعليمك في مدرسة كفرمان وانتقلت الى النبطية للدراسة الثانوية، حصلت على منحة للدراسة في الاتحاد السوفياتي، وتعمقت في الاختصاص في سويسرا، آثرت ان تعود الى منطقتك، مع أن إغراءات المدينة والعيش الرغيد لأمثالك من المتمكنين كانت متاحة وكانت تشكل جاذبا قويا، ولكنك أبيْت ورفضت الا أن توظّف معارفك بين أبناء منطقتك؛ وهذه ميزة أولى تسجل لك.
معظم من حصل على منحة في تلك السنوات كانوا من أوساط فقيرة، او محدودة الدخل، وربما من دونها كانت الصعوبة لا بل استحالة التخصص في الخارج قائمة، ومع ذلك استهان بعض من استفاد من هذه المنحة المجانية باكرا، أو بعد حين، أو بعد سنوات، بالالتزام المعنوي والأخلاقي الذي تطلّبه هذا الانتشال من افق مسدود اجتماعيا ومعرفيا لولا تلك المنحة، ولم يساهموا بإعادة انتاج القيمة الرمزية التي اقتضتها مفاعيل التخصص المجاني والعلاقة بخدمة المجتمع؛ مسألة الالتزام الأخلاقي الرمزي جسّدتها أنت في ممارستك، وهي ميزة ثانية تسجل لك.
لم تكتف يا حكمت بالعودة الى المنطقة الأصل، وبالالتزام الرمزي الذي تفرضه مجانية التخصص، بل أقدمت وبالحس الإنساني الرفيع الذي تمتلكه على إرساء علاقة من نوع جديد، وغير معهودة بين الطبيب والمرضى، حيث كسرت النمط التقليدي من استعلاء الطبيب او من سعي المريض للذهاب الى الطبيب، وبدّلت المعادلة؛ فالطب حسب فهمك مهنة إنسانية يتنقل بها الطبيب بين المستوصفات، وبيوت المرضى أي يضعها الطبيب في خدمة كل محتاج اليها أينما كان؛ هذه العلاقة الراقية أكسبتك لقب “طبيب الفقراء”، وكم من الميزات الإنسانية على الطبيب ان يكتنزها ليحصل على هذا اللقب. وهذه ميزة ثالثة تسجل لك.
لم تكتف يا حكمت بذلك، بل ان التطلع الى المستقبل دفعك لعدم الاكتفاء بالمبادرات الفردية والتي يمكن ان تنتهي بغياب المبادر، وكأنّك كنت تستشرف مستقبلك الشخصي شهيدا، حيث سعيت مع بعض رفاقك الى ردم الفجوة الصحية في المنطقة عبر تأسيس مستشفى باسم النجدة الشعبية في بيئة كانت عطشى الى ذلك. وهنا لا بد من ذكر الدور الرائد لك حكمت في تأسيس جمعية النجدة الشعبية، والانخراط فيها عضوا في هيئتها الإدارية، كأمين للشؤون الاجتماعية، وعضوا في مكتبها التنفيذي، بما يعني أنك كنت ركيزة أساسية في النجدة الشعبية، وكذلك عضوا في جمعية خريجي الاتحاد السوفياتي، وفي رابطة أطباء الجنوب، وأخيرا لا آخرا عضوا في جبهة المقاومة الوطنية. المبادر والمنظم والناشط تصب كلها في الميزة الرابعة.
عرفت يا حكمت سر النجاح، فالمعرفة والخبرة المهنية والالتزام والنضال من أجل التغيير والعطاء من دون حدود، كلها سمات قيادية، ولكنها ميزات مهمة تبْهُت، إن لم ترتد سلبيا على الجهود المبذولة، في حال لم يتم تغليب القضية على تصدّر الأنا، أي تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. كنت مؤمنا ان الإنسان طالما لا يسعى الى مكاسب شخصية يبقى قويا في موقعه. وهذا ما كنت عليه يا حكمت، ونلت خلال مسيرتك القصيرة احترام رفاقك، ومحيطك وكل من تعرف عليك.
ولأنك قوي، ولأنك معطاء ومتفان، ولأنك مقاوم، ولأنك مناضل من أجل التغيير في منطقتك وتنميتها، ولأنك محبوب من أهل منطقتك، لذلك تربص بك العدو الصهيوني، فنال منك ومن رفاقك الثمانية بغارة صب فيها نيران حقده على تاريخك وتاريخ رفاقك في النضال الوطني ضد هذا العدو. في ظل تدهور مريع في نظام القيم كَبُر وحشُ الفساد، وليد نظام الطائف الطائفي القائم على المحاصصة. ولقد تبين يا حكمت أن الفساد حليف موضوعي للعدو، فما لم يقدر هذا الأخير على تحقيقه بكسر مقاومة اللبنانيين، وآخرها عدوان تموز 2006، ربما خطّط، او على الأقل، استفاد من الفساد ليستبدل الخطة العدوانية العسكرية، خوفا من كلفتها أيضا عليه، نتيجة قوة المقاومة، بخطة الانهيار المالي والاقتصادي؛ وللعدو باع طويل في هذا المجال. وها أن بلدنا قد دخل النفق، مما يُخشى معه على الكيان من الانهيار الكلي كما يُخشى أن يُحقّق العدو بالفساد، وبأيدي حفنة من الفاسدين اللبنانيين، ما لم يتمكن من تحقيقه بالقوة العسكرية.
وفاء لتاريخك يا حكمت وتاريخ كل المناضلين من أجل بناء دولة القانون والمؤسسات التي تكافح الفساد وتحاسبهم بعد تأمين استقلالية فعلية للقضاء بعد تنقيته من الفاسدين أيضا، وانسجاما مع المبادئ التي آمنت بها، وتحقيقا لشعار النجدة ” معا من اجل الإنسان”، لم يخذلك رفاقك، في كل المناطق، وخصوصا في منطقة الجنوب التي عشت وناضلت واستشهدت من أجل تحريرها، فكانت خيمة النبطية وخيمة دوار كفر رمان وخيمة صور خيم يتجمع فيها الشباب والنساء والكبار كمساهمة جنوبية في الانتفاضة الوطنية.
نخجل امامك يا حكمت وامام كل الشهداء لما وصلت اليه الأوضاع في البلاد، غادرتم مع آمال كبيرة بان يتم تحرير الأرض، وهو ما قد حصل بفضل المقاومين، كل المقاومين، وهذا جانب مضيئ بعد مغادرتك، إلا تحرير الإنسان من الفقر والعوز لم يحصل، وبسبب الأزمة الحالية يقول الاقتصاديون ان 80% من اللبنانيين، اذا استمر الوضع كذلك، سيعانون معاناة شديدة من الأزمة المالية والاقتصادية، وهو ما سيتطلب من رفاقك واصدقائك ومحبيك ومن كل الوطنيين استنهاضَا اكبر للقوى وتضامنا مع كل القوى المتضررة فعليا من الأزمة ونضالا اكثر صلابة يستلهم تجربتك وتجربة امثالك من المناضلين الشرفاء.
بالنسبة للنجدة الشعبية أعدك من موقع العطاء التطوعي، القيمة الاحب لك، والتي تجسدها الهيئة الإدارية بكل أعضائها، في الذكرى الثلاثين لاستشهادك ورفاقك أن نستمر في العمل في لتصحيح ما اعوج مع الزمن، واستكمال النجاحات والعمل على تطوير أنشطة النجدة وتنويعها.
أي تقصير صدقني يا حكمت يُحرجنا أمامك وامام كل الذين اسسوا النجدة الشعبية، نضعف امامكم ونستصغر أنفسنا ان لم نحافظ على فعالية الجمعية –الأمانة في تحقيق أهدافها.
نحن على الوعد باقون وجادّون”.
ميدالية الشهيد حكمت الأمين
بعدها وزّع رئيس فرع النبطية في النجدة الشعبية اللبنانية الدكتور محمد مهدي ورئيس نادي التحرّر ورئيس فرع المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية الإعلامي كامل جابر “ميدالية الشهيد الدكتور حكمت الأمين طبيب الفقراء” من تصميم كامل جابر، على:
- عائلة الشهيد حكمت التي تسلمها شقيقه أنور أحمد الأمين بحضور شقيقته الدكتورة هويدا وأفراد العائلة والأقارب.
- الشاعر الدكتور محمد علي شمس الدين
- الفنان شربل فارس وقد تسلمها شقيقه الدكتور إيلي فارس بسبب وجود الفنان فارس في دبي.
- أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني الأستاذ حنا غريب
- نائب سكرتير منظمة كفررمان في الحزب الرفيق نضال قانصو
- رئيس النجدة الشعبية اللبنانية الدكتور علي الموسوي
- مديرة مستشفى الشهيد الدكتور حكمت الأمين الأستاذ منى أبو زيد
- رئيس نادي التحرر السيد كمال حمزة
وكانت ميداليتان لجهود الدكتور محمد مهدي والإعلامي كامل جابر…
وهنا توجه الأستاذ محمد علي نور الدين إلى الحاضرين بكلمة مقتضبة داعياً إياهم “للتمعن في سيرة حكمت الأمين التي هي سيرة بسيطة من غير تعقيد، هكذا كان حكمت الأمين على سجيته، يقدم كل الحب الذي هو فيه ومنه، لم يضطر يوماً إلى اجتراحه أو تصنّعه، لنجتمع دائماً على هذا الحب الذي تركه حكمت الأمين بيننا وفينا، بكل بساطة، لنعش حالة حكمت الأمين، وهو حالة بحد ذاتها”.
كذلك جرى توزيع مغلف الشهيد الدكتور حكمت الأمين “في الذكرى الثلاثين لاستشهاده، والصادر عن النجدة الشعبية اللبنانية بالتعاون مع المجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية بيت المصور في لبنان ونادي التحرر في كفررمان، مع طابع تذكاري خاص من نوع “سندريللا” وبطاقة بريدية. ويحمل الملغف طابعاً “مختوماً” بختم خاص في المناسبة، وتوقيع الشهيد حكمت الأمين ومقطع من قصيدة “فتى الرمان” للشاعر شمس الدين…
ووزع كذلك دبوس “Pin” يحمل صورة الشهيد الأمين المرسومة من الفنان شربل فارس وهو من نحاس مذهب عيار 24 نفذته مع الميدالية شركة عبسي لصناعة الميداليات…
وختاماً وقّعت نور محمد الأمين كتاب “الرجل الملتحي” والذي يختصر سيرة الشهيد حكمت الأمين، للحضور ويعود ريعه لدعم خيمة الحراك على “دوار كفررمان”…
تصوير الفنان باسم نحلة