في يوم الأرض 2019، يهدي الفنان عماد أبو اشتيه إلى الجمهور المقاوم والثقافي والفني، عملاً فنياً مميزاً يظهر فيه الشاب الفلسطيني المقاوم عايد أبو عمرو، الذي لقب العام الماضي بـ”أيقونة المقاومة الشعبية الفلسطينية”.
وكان أبو عمرو قد اكتسب لقبه بعد أن انتشرت صورة له التقطها المصور الفلسطيني، مصطفى حسّونة، لصالح “وكالة الأناضول التركية” في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وحظي بشهرة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لنكون أمام أيقونةٍ فلسطينية جديدة. يظهر في الصورة متظاهر فلسطيني في غزة، يدعى عايد أبو عمرو (22 عاماً)، تعمّد حسّونة من خلاله مقاربة لوحة الرسام أوجين ديلاكروا الشهيرة باسم “الحريّة تقود الشعب” التي خلّدت انتصار ثورة يوليو الفرنسية 1830. صورة التقطت له في مسيرة العودة، عاري الصدر وحاملًا في يدٍ علمًا وفي يده الأخرى مقلاعًا يرشق به جيش الاحتلال، وتناقلها العديدون مستخرجين منها دلالاتٍ وأبعادًا ومقاربينبينها وبين لوحات فنّيّةٍ تاريخيّة.
وأصيب “أبو عمرو” يوم الإثنين في 5/11/2018، خلال مسيرة نُظمت شمال قطاع غزة، عاري الصدر وحاملًا مقلاعه والعلم بيديه، مرّةً أخرى، بعد أن أطلق قنّاص الرصاص الحيّ على ساقه، ليسقط أرضًا ويتمّ نقله إلى المشفى. واعتقد أبو عمرو أن استهدافه جاء بسبب صورته التي انتشرت بشكل كبير، والتي تشبه لوحة “الحرية تقود الشعوب” للفنان الفرنسي فرديناند فيكتور أوجين ديلاكروا، والتي تؤرخ للثورة الفرنسية.
في لوحة أبو اشتيه، لم يتفرّد الفنان ببورتيه قريب للشاب الفلسطيني الثائر مع أقرانه ضد المحتل الإسرائلي، مغتصب الأرض، بل أضفى على اللوحة اتساعاً أرحب ومجموعة من المتظاهرين الذي انطلقوا منذ عام مضى (30 آذار 2018، في يوم الأرض) بتظاهرات في قطاع غزة وانتفاضة تحمل اسم “مسيرات العودة”، نرى في اللوحة مجموعة من الشبان الفلسطينيين (من الجنسين) يواجهون المحتلين بالحجارة والمقلاع و”النقيفة” وغيرها من الأسلحة اليدوية المتواضعة التي يستخدمها الفلسطينيون في مقاومتهم المشروعة، والجميع هنا في لقطة تعبيرية بامتياز، بيّنت وكأنها رقصة المقاومين.
أبو اشتيه
بدأ الفنان عماد أبو اشتيه، الرسم وهو في التاسعة. أبو اشتيه فنان أردني فلسطيني ينحدر أصلاً من قرية القباب في قضاء الرملة، إلا أنّه مولود في عمّان عام 1965 لأبوين فلسطينيين، وتعلّم الرسم بالممارسة.
يقول عن نفسه: «لا أجيد الحديث عنها (أعماله) لأنّها بكل بساطة تتحدث عن نفسها وتخاطب الصغير والمسن، الميكانيكي والدكتور، الأمّيْ وأستاذ اللغة.
أما بالنسبة للمدرسة الفنيّة التي ينتمي إليها، فيقول أبو اشتيه: أنظر إلى الكثير من المدارس الفنيّة ولا أرى نفسي مقيداً في مدرسة ما، فأنا أحب السريالية والفانتازيا والكلاسيك والرمزية وغيرها، وأرى أعمالا أو لوحاتي، أحياناً خليطا من هذه المدارس، فأنا أرسم ما يمليه عليّ إحساسي، وأحياناً ينتابني شعور بضرورة طرح موضوع يشغلني، أشعر أنه لا يمكن تفريغ ذلك إلا من خلال السريالية أو الفانتازيا، فأقوم بتنفيذه.