غصّت صالة ثانوية حسن كامل الصباح في النبطية، مساء السبت، بالحضور الحاشد والفاعليات الثقافية والفنية والإعلامية والتربوية الذين تقاطروا إليها، بالرغم من الطقس الماطر والعاصف، ليشاركوا في فعاليات توقيع ألبوم “صوت” للفنانة أميمة الخليل و”فرقة الفيحاء” بمشاركة الشاعر زاهي وهبي.
الحفل الذي تحول إلى مهرجان فني متكامل دعا إليه المجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية التنمية للإنسان والبيئة وجمعية تقدم المرأة في النبطية وجمعية بيت المصور في لبنان التي تحدث رئيسها الإعلامي كامل جابر باسم الجمعيات المشاركة فقال:
“أميمة الخليل، أغنيتِ المقام بحضورك، مثلما أغنيت عقولنا وقلوبنا منذ ثلاثة عقود، ونصف العقد بهذا الصفاء والنقاء وأبهرتنا على الدوم، فمرحباً بك في عرينك التواق دائماً إلى صوتك وجديدك، مرحباً بك في النبطية التي تنبت كل يوم حسن كامل الصباح وحبيب صادق وجواد صيداوي وحبيب جابر وزعل سلوم وعشرات الأدباء والشعراء والمبدعين والمثقفين والأكادميين والفنانين التشكيليين وغيرهم”.
وأضاف: “ثم ما أدراكم ما الفيحاء؟ أو كورال الفيحاء؟ أزاهير عطرها من حناجر ومجدها من صوت وغناء وصدى. نَمَتْ على أكف مبدعها المايسترو باركيف تسلاكيان، وسمَت نحو العلى، لتشنِّفَ مسامعنا بزقزقة السحر، على النمط المعروف بـ«الأكابيلا» أي من دون أدنى مرافقة موسيقية، وها أنها اليوم تجوب مشارق الأرض ومغاربها، تبثّ هذا النسيج من الأصالة الموسيقية. وتعالوا معي، لنلقي أجمل التحايا والقبلات، على مبدع اللحن والموسيقى الموسيقار مرسيل خليفة، الذي أعطى أميمة والفيحاء هذه الألحان الجميلة المتفوقة كمؤلفها، التي صارت “صوت”. فباسم هذا الحضور الرائع ها هنا، باسم هذا الجنوب الذي يعرف طعم الربيع، ويعرف كذلك أصول الفصول وأناشيدها، وباسم هذه المدينة النبطية، المضيافة المفتوحة على كل ثقافة وفن وعلم وأصول، وباسم ثانوية حسن كامل الصباح التي تشرع أبوابها لكل أدب أصيل وفن أصيل وثقافة وتربية أصيلتين، نرحب بالضيوف المبدعين في بيوتهم التي تطرب إلى الفن الجميل”.
بعدها اعتلت الفرقة المنصة لتؤدي النشيد الوطني اللبناني كانلاً بأصوات الشباب والصبايا. وخاطبت أميمة الحضور “التواق إلى الفن والجمال، وإلى مساحات من الفرح والتواصل. أشكر هذا الحشد الذي أتى اليوم بالرغم من الطقس العاصف إلى هذه القاعة الجميلة الراقية، في هذه الثانوية الذائعة الصيت، ليشارك في توقيع ألبوم صوت، وأتمنى أن نلتقي مجدداً في هذا المكان لكي نحيي مهرجاناً كاملاً”. وأنشدت مع الفرقة أولى الأغنيات “يا حبيبي” (كلمات منصور الرحباني).
وبعد تقديم من الطالبة الجامعية مايا جزيني، اعتلى الشاعر زاهي وهبي المنصة ليخاطب الجمهور “ها هنا، الذي يثبت أنه أكبر من كل تقوقع ومن كل تعصب وعنصرية وتطرف، هو أنموذج يتكرر في كل أنحاء الجنوب، ينفتح على الثقافة والفنون الأصيلين”. ثم ألقى قصيدته “غداً” التي غنتها أميمة والفرقة.
وتحدث المايسترو تاسلاكيان عن ولادة الفرقة وعناصرها ونمط أدائها وما تطمح إليه. و”تحية إلى مروان مخول، الممنوع من القدوم إلى لبنان، ننشد قصيدته “أن تحب” وهي من اختيار أميمة الخليل وألحان مرسيل خلفة”. وكان الأداء الأخير لأميمة والفرقة، قصيدة رحلة في العيون” للشاعر نزار قباني.
بعدها وقعت الخليل وتاسلاكيان ألبوم” صوت للحضور، ثم انتقل الجميع إلى منتجع “توتنغو” في النبطية، حيث أولمت بلدية مدينة النبطية على شرف أميمة الخليل والفرقة التي أنشدت هناك نحو ثمانية من أغاني الفلكلور الشعبي اللبناني وتراث الرحابنة وزكي ناصيف.
تصوير: علي عميص