أصدرت “جمعية بيت المصوّر في لبنان” في مناسبة “يوم المرأة العالمي” الذي يصادف في الثامن من آذار من كل عام، بطاقة بريدية تحت عنوان “نسوة وجرار” لصورة عمرها ستة وستون عاماً، فيها مجموعة من النساء الجنوبيات، يعتمرن جرار الماء، وهنّ عائدات من عين المياه البعيدة عن منازلهن، إذ كانت هذه المهمّة تقع على عاتق النساء، فيذهبن إلى العين، يملأن الجرار ويعدن بها محمولة فوق رؤوسهن.
بالرغم من الجهد المطلوب لهذه المهمة، وما تحملها من مشقات وتعب، كانت النسوة تأدّينها بكل رحابة صدر، كيف لا وهي الوسيلة الوحيدة للإتيان بمياه الشرب إلى البيوت والعائلة، بالطبع قبل وصول المياه إليها بواسطة الأنابيب.
اللافت في هذه الصورة التي تعود إلى مجموعة من نساء بلدة زفتا (قضاء النبطية في جنوب لبنان) وقد التقطها أحد السياح الفرنسيين في سنة 1953، أن النساء يسرن حافيات الأقدام (معظمهن) في وسط الحقول والبراري خلال عودتهن من عين “المسيجعة” بين زفتا والمروانيّة؛ بينهن صبية لم تتجاوز العاشرة (عليا نعيم أيوب من زفتا زوجة عبد الحليم بحمد من جبشيت)، اعتمرت جرة تناسب عمرها، و”جزمة” تساهم في تسهيل مهمتها إلى جانب قريباتها وجاراتها.
وقد تبيّن أنّ من في الصورة، من مطلعها وحتى آخر الطابور كل من: خديجة نجم (أم سجيع)، سهجنان عواضة، مريم عواضة (أم غازي) وبهيجة حمزة (أم بديع).
تصدر هذه الصورة في يوم المرأة العالمي 2019، ولجميع نساء الأرض نقول: “كلّ عام وأنتنّ بألف عافية وجمال”…