نعت “جمعية بيت المصور في لبنان” رائد التصوير الفوتوغرافي في جنوب لبنان عموماً وفي مدينة صور خصوصاً وعميدها المصور الفوتوغرافي محمد عبد الباسط ترجمان الذي غاب عنا (92 عاماً) جسداً بعد مسيرة طويلة من العطاء، إنما بقي خالداً في أعماله التصويرية التي خلّد من خلالها ذاكرة مدينة صور، منذ أواخر الأربعينات من القرن الماضي وحتى آخر عمره، إذ لم يتقاعد من الهواية والحرفة التي أحبّ حتى الرمق الأخير.
وتتقدم الجمعية من عائلته، لا سيما أولاده وفي طليعتهم ابنه إبراهيم، الذي ورث عنه المهنة والحرفة، ومن أهالي مدينة صدور وبلديتها وأنديتها، راجية أن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه وعائلته ومحبيه الصبر والسلوان.
وكانت الجمعية قد كرّمت الراحل الكبير «عميد» مصوري صور الفوتوغرافيين محمد عبد الباسط ترجمان برعاية بلدية مدينة صور وبالتعاون مع منتدى الفكر والأدب (صور) وفاعليات أخرى يوم الجمعة بتاريخ 24 آذار 2017، في مناسبة بلوغه سنّ التسعين وأصدرت له 6 بطاقات بريدية تتناول مناظر التقطها لمدينة صور بين 1956 و1964.
ولد محمّد عبد الباسط تُرجمان في مدينة صيدا (جنوب لبنان) بتاريخ 27/01/1927. بدأ التصوير كهاوٍ، إلى أن قصَد مدينة صُوْر بالصدفة عام 1948، وكانت فاتحة إنتقاله من الهواية إلى الإحتراف بعدما تعلّم على نفسه، ويقرّر بعد عام الإقامة الدّائمة في «مدينة البحر» صُوْر.
في سنة 1952، إنطلق كمصوّر أساس في صُوْر. تندلع «ثورة 1958» وتقام المتاريس في المدينة فيشارك فيها إلى جانب العروبييّن الناصرييّن أميناً للذخيرة. ما أتاح له التنقّل خلف متاريس الثوّار والتقاط صور لهم ببنادقهم «الممشوقة»؛ بعد ذلك يفتتح محترفه «ستديو رمسيس». إلى جانب التصوير الفوتوغرافيّ، إهتمّ بالتصوير السينمائيّ ويشتغل بعد العام 1962، نحو ست سنوات بتصوير الآثار، لصالح «البعثة الفرنسيّة» ومديريّة الآثار اللبنانيّة. يصوّر في سنة 1962 من مروحيّة فرنسيّة مدينة صور من الجوّ، شبيهة بصورة لبعثة فرنسيّة التقطت عام 1932.
لقد رسم أسود وأبيض محمّد ترجمان خطوط البحر والأبنية العتيقة وحركة الصيّادين بين مدّ الشبكة وجَزر الصّيد، ما جعله يحفظ مختلف تفاصيل أزقّة المدينة، وأبوابها باباً باباً، حتى شبابيك بيوتها ووجوه صيّاديها ومراكبهم.
في العام 2006 كرّمته مدينة صور بتنظيم من «نادي التضامن» وموقع «يا صور».
توفي بتاريخ 11/01/2019 ويشيع ظهر اليوم في 12 كانون الثاني 2019 في مدينة صور.