افتتاح معرض “فلسطين في عيون العالم” لأحمد الخطّاب
في رحاب القضيّة، قضيّة الحقّ والعدل، قضيّة الدّفاع عن الوطن الغالي، نظّمت ثانويّة “السّفير” في مبناها في الغازية (الزهراني- جنوب لبنان) وجمعية بيت المصوّر في لبنان، مهرجانًا تكريميًّا للشّاعر محمود درويش في الذّكرى العاشرة لغيابه “قف على ناصية الحلم وقاتل” بحضور رئيس جمعيّة بيت المصوّر الإعلامي كامل جابر والطّوابعيّ الأستاذ أحمد خطّاب وشيخ الطّوابعيّين في لبنان الأستاذ شفيق طالب ومدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدين وحشد من التلامذة وأفراد الهيئة التعليمية.
“وطننا نسقيه دمًا، نسقيه حبًّا، نسقيه عطاءً”، على وقع ألحان النشيد الوطنيّ اللّبنانيّ بدأ المهرجان الّذي قدّمته الأستاذة غنى ضاهر.
“محمود درويش شاعر الحبّ والمقاومة، شاعر تخجل منه البندقيّة ويقف القلم إجلالًا لأبياته” قدّمته وعرّفت به وبسيرة حياته التلميذة فاطمة عُدَي علي أحمد.
ثم جرى عرض شريط مصور عن “محمود درويش بالصّوت والصّورة” من إعداد مسؤول دائرة الأنشطة في الثّانويّة الأستاذ أبو الحسن بشير.
وقدّم عدد من التلامذة مختارات من خوابي شعر الرّاحل في الوطن والمقاومة: زينب نور الدّين، رشيد خليفة، محمد علي جواد، فاطمة بيرم، ساندرا زواوي، وزهراء دنش. ثم أنشدت التلميذة نورا جرادي أغنية “القدس” لفيروز والأخوين رحباني.
وكان لجمعيّة بيت المصوّر في لبنان كلمة ألقاها الأستاذ كامل جابر الّذي قال: “يسأل عصفور الشمس عمّا يحمل منّا إلى أرضها الطاهرة، فلسطين، قلنا يا طيرُ، إليك بحبّنا انثره على ناسها وثوارها وأطفالها الميامين المناضلين، وبزهرة نرجس وأقحوانة وشقيقة نعمان، تتلمس قبر شاعرها الحيّ محمود درويش، وتهديه ما حفظناه من صفو الكلمات والمعاني والأمنيات. لم تثنِ الأسلاك والحدود المفتعلة طائر الشمس الفلسطيني، من التغريد في لوزاتنا، وها أنه بات يعشش بين فيافي أشجارنا، وطائر الشمس هذا مثله مثل الطابع البريدي، رسولٌ لا يمكن لذهن الاستعمار والاحتلال منعه من تبليغ الرسالة”.
واضاف: “أحمد الخطاب طائر شمس فلسطيني، يعشعش في قلوبنا، وها أنه ينقل إلينا كل الحب والصدق، من صور فلسطينية يعلقها كالفسيفساء على لوحات معوننة بالقضايا، لها في قلب المعاني كل معنى، من الثورة إلى انتفاضة الحجر، وشهادة محمد الدرّة وفارس عودة، وكذلك تضامن العالم مع أهل فلسطين وما وقع عليهم من ظلم واستبداد… يفرش أمامنا طوابعه فينقلنا إلى فلسطين وحكايات فلسطين…
وطائر الحب والتربية، الدكتور سلطان ناصر الدين، يعشق هو الآخر الطائر الفلسطيني، وبلبلها محمود درويش، وها أنه اليوم ينثر هذه المساكب السخية التي زرعها أحمد الخطاب ببحث السنين، بين يدي تلامذته، ليعلمهم قبل التربية، الحب والمعرفة والشعر والعنفوان، وكيف تعرش فلسطين في الوجدان، فإليك يا طائر الحبّ الجنوبي، كل الشكر والتقدير، مني شخصياً، ومن جمعية بيت المصور لبنان التي تعتز بهذه الشراكة الهادفة مع ثانويتكم الذائعة التربية والتعليم، لتعمم الثقافة والفنون والمعرفة”.
وختم: “إننا اليوم نلج درباً من التعاون والشراكة لتعميم هواية الطوابع والبطاقات البريدية والتصوير الفوتوغرافي وغيرها من الفنون والثقافة المتنوعة، وبالطبع ستكون لنا لقاءات ولقاءات”.
وتحدّث الطّوابعيّ الأستاذ أحمد خطّاب الّذي يقيم معرض الطّوابع في الثّانويّة بعنوان “فلسطين في عيون العالم” قائلًا: “أقف مجدداً على ناصيةِ الحلمِ، ولأقولَ بلسانِ الشاعرِ الكبيرِ محمود درويش، من خلالِ الطوابعِ البريديةِ التي تدورُ حولَ فلسطين: كانت تسمّى فلسطين، صارت تسمّى فلسطين، وهذ جلُّ ما أسعى إليه من خلال هوايتي المفضلة التي بدأتْ عنديَ وأنا في عمرِ الحُلم، أي جمعُ وتوثيقُ الطوابعَ البريديةِ، لتتحولَ في ما بعد إلى نوعٍ من النضالِ الثقافيِ لكي يبقى اسمُ فلسطين عالياً فوق ترابِها وقداستِها. لقد أنصفَ العالمُ الواسعُ، والعديدُ من الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ فلسطينَ من خلالِ إصدارِها مئاتَ الطوابعِ التي توثّقَ للتاريخِ النضاليِّ فيها، وللمجازرِ التي ارتكبها العدوُّ الإسرائيليُّ بحقِّ شعبِها، لا سيما بحقِّ الأطفالِ الذين وُلدوا من رحَمِ هذه الأرضِ مناضلينَ شرفاءَ أوفياءَ”.
ولفت إلى أنه “سيُمكنُ من خلالِ التَجوالِ في المعرضِ معاينةُ عشراتِ العناوينَ التي صدرتْ لأجلِها الطوابعُ البريديةِ وكيف رأى العالمُ فلسطينَ بعينِ الطوابعِ، التي تُعتبر وثائقَ تاريخيةٍ دامغةٍ للتاريخِ والذاكرةِ والجغرافيا والمحطاتِ المهمةِ في حياةِ الشعوبِ، ومنها الطابعُ الشهيرُ الذي صدرَ عن “الهيئة العربية العليا” عام 1938 تحت عنوان “فلسطينُ للعرب”، ومن المفترضِ أن نشهدَ بتاريخِ السادسِ من كانون الأول المقبل، ولادةَ طابعٍ جديدٍ تحتَ عنوان “القدس عاصمة دولة فلسطين” وهو من تصميمِ الصديقِ المبدعِ الأستاذ كامل جابر، رئيس جمعية بيت المصور في لبنان، في ذكرى الإعلانِ المشؤومِ لرئيسِ الولاياتِ المتحدةِ الأميركيةِ ترامب نقلَ سفارةَ بلادِهِ إلى القدس”.
أما كلمة ثانويّة السّفير فألقاها المدير سلطان ناصر الدّين قائلًا:” يقول محمود درويش كانت تسمّى فلسطين وصارت تسمّى فلسطين وفي ثانويّة السّفير نقول ستبقى تسمّى فلسطين”. وأضاف: “محمود درويش، أيّها الشّاعر الإنسانيّ، محمود درويش نحن مدينون لك، سنرجع يومًا إلى فلسطين، كلّ فلسطين”.
وكرمت إدارة الثانوية جابر والخطاب ثم توجه الجميع لافتتاح معرض الطّوابع “فلسطين في عيون العالم” وجال أكثر من 200 تمليذ ومدرس في أرجاء المعرض.
وجرى توزيع بطاقة “قف على ناصية الحلم وقتل” لمحمود درويش وهي تحمل لوحة بورتريه للفنان الفلسطيني محمد الديري (قياس 11×16سم) وبطاقة أخرى تحمل عدة لوحات لفنانين فلسطينيين ولبنانيين وسوريين (قياس 15.5×22سم).
تصوير: علي مزرعاني
صفحة ثانوية السفير