“جفت” الزيتون للمواقد والتدفئة و”الاقتصاد” في حاصبيا

“جفت” الزيتون للمواقد والتدفئة في حاصبيا

زياد الشوفي – حاصبيا:

في ظل تفاقم الازمة الاقتصادية وارتفاع اسعار المازوت مع بداية كل شتاء، وقلة مصادر الحطب وارتفاع اسعاره، كان لا بد من بديل يقي سكان حاصبيا ومنطقتها برد الشتاء القارس.،

وكما درجت العادة في المواسم عند درس (عصر) الزيتون ليخرج منه زيتاً، صار أصحاب المواسم يستفيدون من الجف (الجفت هو مطحون بذور الزيتون المتبقي بعد العصر) فيسترجعه صاحبه بأكياس كي يستعمله للتدفئة، برميه فوق الحطب في الموقدة، فتعطي دفئاً اكثر نظراً لاحتواءه على مادة الزيت.

ولكن بهدف الاستفادة من هذه العصارة اكثر، استقدمت معاصر الزيتون في حاصبيا ومنطقتها ماكينات من الخارج ومنها من تصنيع محلي، بأمكانها جعل الجفت بشكل أسطوانة حطب صغيرة وطويلة بحدو عشرين سنتيمتراً،  تقوم مقام  الحطب، حيث يمكن توفير اكثر من نصف كمية الحطب المستخدمة خلال فصل الشتاء.

ووفر هذا الاختراع على أصحاب معاصر الزيتون مشكلة التخلص من كميات كبيرة من الجفت كل موسم، لإذا كانوا يعمدون إلى يرمونه في الاودية او في مكبات النفايات، وصار يعطي مدخولاً اضافيا لهم ولو كان طفيفاً.

والعابر بجوار معاصر الزيتون يجد مساحات واسعة يعرض فيها الجفت المصنّع لانه بحاجة للتعرض للشمس لحوالي خمسة عشر يوماً بعد تصنيعه حتى تصبح عملية احتراقه صحية وبيئية من دون انبعاثات ضارة. وقبل تصنيعه يجب أن يبقى المطحون حوالي ستة أشهر في العراء ليتعرض للشمس والشتاء حتى يفقد رائحته الحادة ويصبح جافاً قابلاً للإشتعال .