ورشة «الطهرّة» في كفررمان «تأكل» الجبل ونوم الأطفال و«الجيران»

رئيس البلدية: الورشة تسعى إلى تدرجات  تحمي الطريق من انهيارات

كامل جابر

في المنقلب الشرقي لجبل «الطهرّة» في كفررمان ورشة حفريات لا تهدأ ليلاً أو نهاراً، تأكل في عمق الجبل منحدره الصخري، وتشوه في جمالية البيئة المطلّة على سهل الميذنة.

لا تتوقف الورشة إلا ساعات قليلة قبل الفجر، حفارات وجرافات ونقّابة الصخور «جاك هامر» (Jack Hammer) وكسارة للبحص والبيسكورس أو بحسب المصطلح الشعبي «فقّاشة صخر» فضلاً عن هدير شاحنات لا يهدأ.

قبل الورشة عبرت حفريات «الأوتوستراد» الذي يوصل مثلث كفررمان، حبوش، النبطية، بمنطقة مرجعيون، مروراً بكفررمان وسهل الميذنة والجرمق. ثم لحقته أخيراً الورشة التي يبدو أنها تستفيد من المشاعات المنتشرة في جبل الطهرة، في استخراج البحص والبيسكورس لاستخدامها في تأهيل الطريق وردمها، لكن ذلك يأتي على حساب التشويه البيئي والطبيعي «حتى لو كان المتعهدون يحملون ترخيصاً من وزارة الداخلية والبلديات».

ويشير رئيس بلدية كفررمان المحامي ياسر علي أحمد في اتصال معه إلى أن «منطقة الحفريات هي مشاع، وحدود استملاك الأوتوستراد تدخل فيه، وتم لفت نظرنا إلى هذا الأمر، وعقدت اجتماعاً بمشاركة عضو المجلس البلدي المهندس حاتم غبريس مع مجموعة «دنش» فقدموا لنا أوراق الاستملاك والمستندات وترخيصاً من وزير الداخلية في استعمال فقاشة بيسكورس واستخدام هذه المادة في الأوتوستراد، ووجدناها صحيحة، فضلاً عن أن الورشة تسعى إلى جعل المساحة المحفورة تدرجات على ثلاثة مستويات حتى لا يتسبب الحفر فيها في انهيارات لاحقة خصوصاً في فصل المطر، قد تصيب العابرين على الأوتوستراد، فمن أجل حماية العابرين على الأوتوستراد يتم تجليل هذه المساحة».

أما عن العمل في الليل وحتى الثانية فجراً، الذي يقلق راحة القاطنين في الجوار وفي سهل الميذنة ويؤثر على نوم أطفالهم، فقد أكد علي أحمد «أنني سأعالج هذا الأمر مع المسؤولين عن الورشة، وثمة اجتماع اليوم بين وبينهم، وسأسعى لمعالجة هذا الموضوع».

وأكد المهندس حاتم غبريس «أن نسبة الاستملاك تبلغ 62 متراً في عمق الجبل، وأصحاب الورشة لديهم ترخيص باستعمال «فقاشة» متنقلة للاستفادة من الصخور والبيسكورس في ردم الأوتوستراد. كذلك يهدف هذا الاستملاك الى إنشاء تدرج صخري يحمي من انهيار الجبل والصخور لاحقاً، وقد عقدنا لقاءً مع المدير الاقليمي لوزارة الأشغال العامة الأستاذ علي حبّ الله لتأكيد بعض الأمور، ومنها إنشاء التفاف قريب من الحي السكني شرقي كفررمان يساعد سكان الحي في الوصول إلى بيوتهم، كي لا يضطروا إلى قطع مسافة طويلة نحو التفاق «زريقون» قرب الجرمق؛ وقد اتفقنا على هذا الأمر».