العميد محمد عباس: حرب إسرائيل على لبنان مستبعدة

الصور بعدسة علي مزرعاني وعباس علوية

كامل جابر

قال العميد الدكتور محمد عباس: «إن أي حرب إسرائيلية على لبنان مستبعدة لأن إسرائيل لن تذهب إلى حرب غير مضمونة النتائج، والوقائع الميدانية والسياسية والاستراتجية تؤكد أن الحرب غير مضمونة النتائج».

كلام العميد عباس جاء خلال محاضرة ألقاها في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية بدعوة من المجلس، وبتقديم من عضو الهيئة الإدارية الأستاذ عبد المنعم عطوي وحضور حشد من الفاعليات الاجتماعية والثقافية والتربوية.

وقال في خضم الكلام عما يدور في لبنان وسوريا: «إسرائيل لا يمكن أن تقوم بحرب على سوريا في ظل هذه الظروف القائمة، لا سيما في ظل وجود العامل الروسي الحاسم. إسرائيل ليس لديها أي مبرر لشن الحرب على سوريا لأن الوجود الروسي يمحض هذا المبرر، لذلك نلاحظ في بعض الأحيان أن الطرف الروسي يغض النظر عن بعض الضربات الإسرائيلية الجوية على بعض المواقع في سوريا ثم تكون ثمة رسائل تحت الطاولة وفوق الطاولة وبعض الرسائل تكون حامية كما حصل عندما قصف الطيران الروسي قرب القنيطرة عند الحدود السورية مع الجولان المحتل ليقول للإسرائيليين أنتم لكم حساباتكم ونحن لنا حساباتنا. الحرب على سوريا غير واردة لأن الحرب على سوريا ستؤدي إلى حرب شاملة في الإقليم، لأن المسرح السوري والمسرح اللبناني أصبحا واحداً منذ أن اندلعت الحرب، ومنذ أن تدخل لبنان في الأزمة السورية من خلال بعض القوى السياسية التي آزرت ما سمي بالثورة السورية والمعارضة السورية، ثم فيما بعد بدخول حزب الله إلى سوريا ومساهمته في الانتصارات التي تحققت. أي معركة في سوريا سواء ضد سوريا أو ضد حزب الله في سوريا ستؤدي إلى حرب أقله بين لبنان وسوريا وإسرائيل».

واضاف: «في القراء السياسية العالمية هناك مصلحة لإسرائيل في الحرب على لبنان، على الأقل لاستعادة هيبة الردع عند الجيش الإسرائيلي وأن ترد على هذا النموذج من المقاومة، والولايات المتحدة الأميركية تؤيد هذا الأمر… لكن بالقراءة الاستراتيجية هناك قوى في لبنان تراهن دائماً على متغيرات إقليمية تساعدها في أجنداتها السياسية ومنها رغبتها في أن تضرب إسرائيل المقاومة لتضعف حزب الله، وتدعمها كما دعمت عدوان تموز 2006 على المقاومة، لكن هذا كله ليس كافياً لشن الحرب، لأن إسرائيل تفتش على مصالحها، ومن هنا في التحليل الاستراتيجي ثمة أجوبة على عدة أسئلة: هل الحرب ستحقق النتائج؟ هل العقيد العسكرية التي تتبناها إسرائيل قادرة على حسم المعركة؟ هل تغيرت الظروف الموضوعية والظروف الميدانية والظروف العسكرية والظروف التسليحية لإسرائيل لكي تذهب إلى الحرب؟ هل إسرائيل تجاوزت أخطاء 2006؟ هل هي قادرة على حماية العمق الإسرائيلي؟ كل هذه الأسئلة تأتي في إطار هل تحصل الحرب أو لا تحصل الحرب. لذلك الحرب على لبنان مستبعدة للأسباب التي كانت قائمة عام 2006 أو بالأحرى للنتائج التي أسفرت عنها حرب 2006.

1- إسرائيل لم تغير عقيدتها إذ أن كل التقارير أشارت إلى أن إسرائيل فشلت في الحرب بسبب عقيدة إسرائيل وليست قدرتها. العقيدة الإسرائيلية القائمة على الحرب الاستباقية وحماية الجبهة الداخلية والدافع الذي يمنع العدو من التفكير في الهجوم، هذه العقيدة سقطت في حرب تموز…

2- موضوع التسليح: البعض يقول إن إسرائيل زادت من تسلحها. إسرائيل أصلاً مسلحة حتى النخاع وهي واصلة بذلك إلى الحد الأقصى، وبالحسابات النسبية هي لن تستطيع تطوير قدراتها عشرة أضعاف، والجيش الإسرائيلي بالأساس هو جيش متطور بالعديد والعتاد، لكن المقاومة هي التي راكمت القدرات عشرات الأضعاف عما كانت تتمتلكه في حرب تموز وهي أصبحت قادرة على شن حرب مركبة؛ لذلك طلبت القيادة الإسرائيلية من قيادتها العسكرية الضغد على جنودهم كي لا تتدحرج الأمور باتجاه حرب. الحرب 2006 قيدت بمبادرة إسرائيلية وأميركية، هذه المرة إسرائيل لن تذهب إلى حرب غير مضمونة النتائج، والحرب غير مضمونة النتائج».