علي شعيب… حامل «شعلة لا تنطفئ»

عدي رعد
 اذا أردنا أن نختار image لـ «المنار»، فلن نتردد في اختيار مراسلها علي شعيب (الصورة) كصورة ممثلة للقناة. هذا المراسل العتيق امتد عمله في القناة من الفترة التي سبقت تحرير الجنوب عام 2000 من العدو الإسرائيلي حتى يومنا هذا مروراً بدخوله الميدان السوري لتغطية المعارك هناك في الخطوط الأمامية جنباً إلى جنب مع القوات المهاجمة أو المدافعة، وصولاً إلى تغطيته أخيراً حرب جرود عرسال واستقبال الأسرى.

لعلي شعيب هواية يمارسها بشغف وتصل في بعض الأحيان حد الوقاحة: وهي إحصاء أنفاس جنود العدو الإسرائيلي على الشريط الحدودي مع لبنان. لم يحصل في التاريخ أن خاف جندي بكامل سلاحه من مراسل سلاحه الوحيد كاميرا، ولسان سليط، وشجاعة تفوق الوصف. كلنا يذكر مطاردته لدبابة «الميركافا» بكاميرته عن بعد أمتار واختباءها خلف ساتر ترابي. أو حين استفز جنود العدو في حادثة شجرة العديسة الشهيرة، فخصوه بقذيفة دبابة كرمى لعيونه وأصيب في قدمه… أو جولته الدائمة على منازل المستوطنين على الحدود وتصويره غرف نومهم وكراسيهم المهجورة على الشرفات والغسيل المنشور على الشرفات، مما دفع ببعض المستوطنين إلى تركيب ستائر. صاروا يسدلونها عند رؤيتهم لسيارته على الطريق المحاذي للحدود.
في حرب جرود عرسال الأخيرة، تألق علي شعيب وزميله محمد قازان بالتغطية الرصينة وبدقة المعلومة، وبمواكبتهما للقوات المهاجمة وهي تقتحم المواقع الإرهابية. فكان صوت لهاثهما يغطي على كلماتهما…
كل هذا الجهد لم يتمكن عدد كبير من المشاهدين من رؤيته بسبب الحصار المفروض على بث قناة «المنار». لجأ الإعلام الحربي إلى تعويض ذلك بإفساح المجال لقنوات صديقة كـ «الميادين» و«الجديد» لتغطية المعركة. حتى إنّه أفسح المجال لقنوات أخرى بينها وبينه خصومة كـ lbci وmtv. فكان أن اندمجت هذه القنوات في الجو وأصبحتَ تعتقد لوهلة أن من يتكلم هو مراسل «المنار» في مشهد نتمنى أن يدوم في الاستحقاقات الوطنية المقبلة.
المراقب لمسيرة قناة «المنار» منذ انطلاقتها لا بدّ له من أن يسجل إعجابه بالتطور الذي حققته، بمخاطبة الجمهور الذي اتسع حجمه وتنوع بعد توقيع ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر، وبالقفزات النوعية التي حققتها، بخاصة بعد دخولها ميدان الإنتاج الدرامي بقوة. أمر يثير الإعجاب بالنسبة إلى محطة يغلب عليها الطابع الديني، وتولي الأهمية القصوى للسياسة والأخبار على ما عداها من إنتاجات.
والسؤال يطرح الآن على القائمين على القناة: ألم يحن الوقت لتفريع القناة وإنشاء قنوات متخصصة؟ فتكون هناك قناة إخبارية سياسية، وقناة دينية، وقناة متنوعة درامية رياضية، بدلاً من أن يكون هناك بعض من كل شيء في قناة واحدة، لبعض الجمهور منها موقف سلبي مسبق؟ هكذا يكون بالإمكان كسب جمهور إضافي متنوع يختار منها ما يعجبه، وتحافظ «المنار» على مركزها، لا بل تكسب شرائح أخرى من المشاهدين، وتبقى كما شعارها «شعلة لا تنطفئ».
* ممثل لبناني

ميديا
العدد ٣٢٤٤ الاثنين ٧ آب ٢٠١٧