فقدان عائلة لبنانية من آل شقير في حريق لندن… وناجون يروون مشاهد الرعب

في حين تتواصل أعمال البحث عن الاشخاص الذين فُقدوا جراء الحريق الذي شبّ في برج غرينفيلد في لندن، ومن بينهم عائلة آل شقير الللبنانية المكوّنة من الوالد بسام وزوجته ناديا و3 بنات هنّ: ميرنا، فاطمة وزينب شقير من بلدة نحلة قضاء بعلبك، إضافة إلى والدة ناديا وأختها، كشفت خوليا التي تعيش بالقرب من المكان، أنّ ابنة ناديا اتّصلت بأحد أصدقائها خلال اندلاع الحريق، قائلة: “لا أعتقد أننا سننجو. أحبّك”، بحسب صحيفة “Mirror” البريطانية.

في السياق ذاته، ذكرت صحيفة “The Guardian” البريطانية أن ناديا وعائلتها كانوا يعيشون في الشقة رقم 193، كما أن ناديا التي تبلغ من العمر 33 عاماً، تعمل في حضانة Avondale Park primary school.

ويسعى نبيل، وهو شقيق نادية التي تعيش مع أهلها منذ فترة طويلة في لندن، إلى البحث عن العائلة المفقودة.

وكانت الشرطة البريطانية قد اعلنت عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً في حريق كبير اندلع يوم أمس في برج سكني غرب لندن مؤلف من 27 طابقاً و120 شقة سكنية ويسكنه مئات الأشخاص، فيما لا يزال عدد الأشخاص المفقودين غير محدد.

المصدر: لبنان 24 – Mirror – The Guardian

ناجون يروون مشاهد الرعب

روت حنان الوهابي التي لا تزال الاربعاء دون أخبار عن شقيقها وأسرته “المرة الاخيرة التي رأيتهم فيها كانوا يلوحون بأيديهم من النافذة” بعد اندلاع حريق ضخم في البرج السكني الذي يقيمون فيه.
استيقظت حنان (39 عاما) التي تقيم في الدور التاسع بسبب الدخان قرابة الساعة 01,00 بعد منتصف الليل. وروت لوكالة فرانس برس “لقد رأيت الرماد يدخل من نافذة غرفة الجلوس التي بقيت مفتوحة. نظرت الى الخارج ورأيت ألسنة النار تصعد حتى النافذة فأغلقتها بسرعة وخرجت” مع زوجها وابنهما البالغ 16 عاما، وابنتهما (8 سنوات).
ولجأت حنان والتي التفت ببطانية فوق لباس نومها مع أسرتها الى قاعة وضعتها السلطات في تصرف الناجين من الحريق.
إلا أنها تشعر بالقلق الشديد حول شقيقها عبد العزيز الوهابي وزوجته فوزية وابنائهما المقيمين منذ 16 عاما تقريبا في الدور الـ21 من البرج الذي شيد في العام 1974.
قالت حنان “اتصلت بشقيقي فور خروجي للسؤال عنهم ولم يكن الحريق قد بلغ أعالي المبنى بعد وقال لي انهم سينزلون. لكننا اتصلنا ببعضنا مجددا وقال لي ان الدخان كان كثيفاً جداً”.
وأضافت بأسى “المرة الاخيرة التي رأيتهم فيها كان يلوح بيديه من النافذة مع زوجته وابنائهما. ثم اتصلت بعدها بزوجته بينما كان يتكلم مع رجال الاطفاء عبر الهاتف وكان ذلك قرابة الساعة 02,00 فجرا ولا خبر منذ ذلك الحين. الخط مقطوع”.
“أمر مروع”
ووصفت خديجة ميلر المقيمة في مبنى مجاور ما قالت انه “مشهد رعب”.
وقالت خديجة وهي تلف نفسها ببطانية وتجلس على الرصيف لفرانس برس “سمعت صراخا من كل جانب ورأيت أناسا يقفزون من النوافذ. النار كانت تشتعل في كل البرج”. وأضافت “أخرجونا (…) ولا يسمح لنا بالعودة الى منزلنا تحسبا من انهيار المبنى”.
وتابعت “كل الشرطيين كانوا يصرخون لنا بالخروج والاجلاء كان بصراحة اسوأ ما عرفته في حياتي”، وأعربت عن القلق لمصير جيرانها فالناس على علاقة وثيقة مع بعضهم في الحي وقالت “لا اعتقد ان حينا سيعود كما كان في السابق ابدا”.
روى شهود آخرون لوكالة “برس اسوسييشن” البريطانية انهم رأوا أهالي يلقون باولادهم من النوافذ الى مارة تحت لانقاذهم من الحريق.
وقالت آدي اتسو (32 عاما) التي ارتدت معطفا فوق لباس النوم انه تم اجلاؤها من مبنى مجاور وانها سمعت سكان البرج المشتعل وهم يطلبون النجدة ورأت الدخان والنار تلتهم المبنى. وقالت لفرانس برس إنه “أمر مروع جدا. لقد رأيناهم وهم يموتون. كيف ننسى ذلك؟”
وقالت حنان الوهابي أنه جرى ترميم البرج قبل عام خصوصا النوافذ ونظام التدفئة المركزية. وأضافت “أخشى أن تكون المواد المستخدمة زادت الوضع سوءا”، واشارت الى حلقها قائلة “الدخان مؤلم، لا زلت أشعر بالوجع”.
قال صلاح الشبويني (45 عاما) الذي نجح في الخروج من المبنى لفرانس برس ان رائحة “بلاستيك محترق” انتشرت في الهواء. وحول ترميم المبنى اشار الى ان المواد المستخدمة “كان تبدو وكأنها من المعدن واعتقدت انهم قاموا بعمل جيد، لكن في الواقع تبين انه من البلاستيك”. وأكد انه رأى ايضا طفلا يقفز من إحدى النوافذ.
“الحريق! الحريق!”
أما ادي (55 عاما) فكان في الطابق السادس عشر عندما دوى انذار الحريق لدى جيرانه وقال لفرانس برس “اعتقدت انهم كانوا يطبخون”.
لكنه وعندما سمع صراخا “الحريق! الحريق!” فتح الباب فاندفع الدخان الى داخل الشقة. ويقول “اتصل بي جاري من الخامس ليقول لي ان علي الخروج. فقمت بلف منشفة حول رأسي ونزلت السلالم وبحثت عن مخرج الطوارئ”.
ومضى يقول “لم أعثر (على المخرج) لكن رجل اطفاء اصطحبني الى الخارج. لو بقيت خمس ثوان بعد لكان قضي علي فالرؤية كانت مستحيلة”.
وقال ادي إنه غاضب ايضا، فقد كتب على مدونة في السابق ان “الامر سيتطلب حريقا كارثيا حتى يتحمل هؤلاء الاشخاص المسؤولية”، في اشارة الى المسؤولين عن المبنى. وكتب على مدونته ان حمولة زائدة على الشبكة الكهربائية “كادت أن تؤدي الى موتنا حرقا” في العام 2013.
وروى عبد الحميد (50 عاما) احد سكان البرج لوكالة فرانس برس انه كان سيسافر الاربعاء الى السعودية لاداء العمرة وقال “انا بخير لكنني فقدت كل ما أملك، لا جواز سفر ولا مسكن”.