عمشة عبد الحسن سلامة «أم علي شكرون» المناضلة أم الشهيد… سلاماً

كتب جاد شكرون

«هذه المرأة ربّت سبعة ابناء وشهيد بلا مساعدة أو كلل، كافحت وناضلت من اجل استمرارهم وتعليمهم. هذه المرأة حافظت على كرامة أسرتها بعد وفاة زوجها، منذ عقود في ظل احتلال ظالم، إنها المقاومة جدتي، أسلمت الروح صباح اليوم، لك كل الاحترام والتقدير».

في 28 شباط من العام 1975، وقبل اندلاع الحرب ألأهلية في بيروت، تسلل “عسكري” من ثكنة الجيش في النبطية، إلى كفررمان وراح يطرق باب المناضل الراحل حسين غبريس، ولمّا همّ بفتح الباب بادره بإطلاق نار كثيف من بندقيته العسكرية، وغادر بعدما ظنّ أن غبريس سقط قتيلاً، نقل الجيران غبريس إلى أحد المستشفيات، وتدافع الجيران لمعرفة ما حصل والإطمئنان على الجار غبريس.

في سيارته خرج المناضل الشيوعي سليم أبو زيد (1945- 1975) وهو والد لطفلين ورافقه الشيوعي الشاب حسن أحمد شكرون (1958- 1975)، وكان العسكري الغادر لمّا يزل يتربص الشرّ ويكمن بجانب الطريق، فما أن وصلت السيارة إلى محاذاته وهي تتجه نحو مدينة النبطية، اطلق باتجاهها نيرانه الغزيرة التي أردت أبو زيد وشكرون شهيدين، شكلا طليعة شهداء الحزب الشيوعي في كفررمان ممن اغتيلوا على أيدي الأجهزة المشبوهة وكانت إحدى الإشارات الأولى، لمدى ضخامة المؤامرة وحجم الجرائم التي تحضّر للشعب والوطن.

الراحلة «أم علي عمشة» كما يعرفها أبناء كفررمان جميعهم، ويدركون التضحيات التي بذلتها من أجل تربية عائلتها على القيم والمناقبية والنضال والعقيدة الحسنة، بعدما فقدت معيلهم، زوجها باكراً. هي أم الشهيد حسن أحمد شكرون وكانت خسارتها لأبنها توازي خسارتها للمناضل الجار سليم ابو زيد، ولكل شهداء كفررمان الذي سقطوا دفاعاً عن الكرامة الوطنية وتراب الجنوب ليتحرر من رجس العدو الإسرائيلي ومن تعاملوا معه من الداخل اللبناني… إلى روحك أيتها المناضلة السلام، ولعائلتك الصبر والسلوان…