استشهاد الضابط «مرشد» المواطنين في قوى الأمن الداخلي

غداً، تفرش برسا (الكورة) طُرقاتها بالدموع والصور، الزغاريد ستملأ أرجاء قريته وشوارعها، فغدًا يوم الوداع الكبير، يوم زفاف عريسها الذي سيحمل على أكف رفاقه المفجوعين، وسيزف بما يليق بابتسامته البريئة وبذة الشرف التي عشقها وارتداها.

غدًا، سيكون “القائد” على موعد مع بزة الزفاف وزفة الموت لإحياء مراسم الوداع والانتقال إلى جوار ربّه. وما أصعب الوداع حين يحرق لهيبه وجنتي أب وأم مفجوعَين على خسارة من يرون النور والحياة في ابتسامته المشرقة.

مُرشد أيوب، عريس “قوى الامن”، ابن الـ 24 ربيعاً، بالأبيض والورود سيزف، وعلى أكف رفاق السلك والأهل سيتراقص نعشه في رحلته الأخيرة برفقتهم، ليغمض من وهب سنوات من ربيعه لخدمة الجهاز عينيه والى الأبد في مثواه الأخير، في بلدته الحبيبة.

قدر مُرشد شاء أن يرسم نهاية مؤلمة، تعيسة ولاذعة له، ولكل من أحب وعرف ذاك “الضابط” المتألق. مشواره الأخير كان على طريق شكا.

وفي التفاصيل، علم أن حادثًا مُفاجئًا وقع قُرابة الساعة الثانية عشر من ليل أمس الاربعاء في منطقة شكا، أدى إلى مقتل أحد ضباط قوى الأمن الداخلي.

وبحسب المعلومات أن الضابط البالغ من العمر 23 عامًا كان على متن دراجته النارية متوجهًا إلى منزله لحظة وقوع الحادث الذي حصل نتيجة انزلاق الدراجة وعدم قدرته على السيطرة عليها.

وتشير المعلومات، إلى أن الضابط الشاب الذي يقطن في منقطة برسا في الكورة تم نقله فورًا الى مُستشفى البترون وهو بحالة حرجة جدًا، وسارع ذووه الى مُناشدة المواطنين للتبرع الفوري بدم من فئة AB-، إلا أن جميع المُناشدات لم تكن كفيلة بانقاذ حياته.

ووفقًا لمعلومات الموقع، ان الضابط يُدعى “مرشد أيوب”، وقد تعرّف عليه اللبنانيون في الحملات التوعوية التي نظمتها قوى الأمن حول قانون السير، حيث ظهر في فيديوهات عدة وهو ينصح المواطنين ويرشدهم إلى كيفية تطبيق القوانين.

قبل 7 أيام، احتفل مُرشد بعيد ميلاده الـ24، إلا أن عمره كان أقصر ممّا تمنّوه أقرباؤه وأصدقاؤه الذين سيحملونه على الأكفّ عوضاً من حمله على الأكتاف في إكليله.

وداعًا مُرشد، وداعا أيها الضابط، قدرك شاء أن تتحول طُرقات لبنان، التي كنت تعمل على تحذير وتوعية الناس منها، إلى نعش ومقبرة حصدت روحك.

عن “ليبانون ديبايت”