عبد الحميد “يا صديقي خمس دقائق لا تكفي أحلامنا”

كتب الشيخ فضل مخدّر

 

خمس دقائق..

خمس دقائق لم تكن كافية للوداع يا صديقي ما زال بيننا فسحة حب وعطاء، وكثير من أمل…

التقينا كثيرا..  بلى.. فقد التقينا..  أخوين، صديقين، ولنا في مسافة من زمنٍ كل الحب…

جمعتنا ثقافة قلم ووطن، وبعض خبز وملح، وكثير من رؤى.  وما زلنا نلتقي..

الإثنين الماضي اتصلت به، وأخبرته أنني والصديق الشاعر أحمد بخيت نجلس في جلسة علم وثقافة وعمل، وأود أن أعرّفه به، ونحن في تلك الزاوية التي اعتدنا أن نلتقي فيها معا في قرية الساحة. أجابني: (مشوار الطريق) وأكون معكما، في وقت انتظار قدومه حدث ما اضطرنا للمغادرة، اتصلت به وأخبرته، فقال لقد وصلت إذن ألتقيك عند الباب.

تلقاني بابتسامته المعهودة، قاطعا علي اعتذاري. وكان صديقي الشاعر قد سبقني بالمغادرة، على السبيل ذاته من الاضطرار. وكان إلى جانبي الصديق الشاعر د. ايهاب حمادة. تعارفا أو أكدا سابق تعارف على عجل.. كما هذه العاجلة

دعوته ليكون معنا في لقائنا الآخر، قال لي: «سهرتكم تطول.. ووقتي قصير». لم أفهم حينها وقته القصير.. بلى.. لم أدرك كم كان قصيراً.  لقد اختار طريقه ليكون منفردا في رحلةٍ لها سبيل لا تدركه اللحظات.

تكلمنا خمس دقائق فقط..  خمس دقائق وعلى عجل..  واتفقنا أن نلتقي قريبا خمس دقائق لم تكن كافية للوداع يا صديقي خمس دقائق لا تكفي أحلامنا وبعض الطموح خمس دقائق قد تساوي عمرك، وذاك الوقت القصير.. لكنها تركت وقعها كما كل دقائق وساعات وأيام لقاءاتك بمحبيك. صدمني خبرك. ولا أقول إلا ما يرضي الرب: «لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون».

عماد عبد الحميد رحمك الله يا صديقي