أبيدجان هذا الصباح: مرسيل خليفة

أبيدجان هذا الصباح

سمعت طلقات الرصاص عند الساعات الاولى من صباح الليل.
جنود يقطعون الزمن في دبابة في فوهة بندقيّة.
من يموت نيابة عن مَنْ؟
ستمضي القوافل في حروب طويلة لا تفضي الى شيء.
كل الحروب خاسرة. والحروب لا تنام ترصد احلامنا لتقتلها.
والبنادق محشوّة بالدموع، دموع الأمهات.
البارحة كنّا نحيي الأمل الهارب في أغنية بطعم الماء والملح الى أسرانا المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيليّة بمسرح «إيڤوار» العتيق.
في أجنحة الأغنية طير يرفرف، يسافر الى احلامنا.
ليس لنا وطن يا زمن! ورغم ذلك نَحِّنُ اليه.
سحابة رماديّة غطّت المدينة وبلّلها مطر السماء.
شمس خجولة على ساحل العاج.
والمدينة من الطائرة ساحرة، جميلة، خضراء.
يا اهلي في الأقاصي احذروا بكاء الرصاص
وان شئتم مزقّوه وبعثروه
ولا تطلقّوه كالمطر الهادر من السماء.
سلام عليكم! وقد رفعت في رحابكم أغنيتي السمراء
واستسلمت لصواب قلبي
ولفقراء كالصلاة في إيقاع المدى
ولحفاة كالنهر في درب الحصى.
افريقيا ملكة للأبد ولا عبدة لأحد…

 

مرسيل خليفة/ ساحل العاج