صيدا تلألأت في ليلة المتاحف

 

صيدا- رأفت نعيم

نبضت مدينة صيدا القديمة ببعض مخزونها الثقافي والتراثي في ليلة المتاحف التي احيتها المدن اللبنانية برعاية وزارة الثقافة وكان لها في عاصمة الجنوب نكهة مميزة جمعت بين خصوصية المكان وطابع المناسبة وبين الحركة الناشطة التي شهدتها احياء وشوارع المدينة القديمة لرواد وزوار ستة معالم شرعت ابوابها وذاكرتها  للعموم ليكونوا جزءاً من احتفالية ثقافية تراثية توزعت بين متحف الصابون ومركز أكاديمية القيادية والتواصل – علا وقصر دبانة وخان صاصي وخان الافرنج و«طاولة صيدا التراثية» على واجهتها البحرية والأزقة والشوارع التي تربط بين هذه المعالم بما فيها من اسواق تراثية وحرفية.

وواكبت بلدية صيدا هذه الاحتفالية التي نظمت تحت اشرافها بإضاءة احياء صيدا القديمة قبل وخلال الأنشطة المنوعة الثقافية والفنية والتراثية التي شهدتها على مدى  ست ساعات متواصلة. وجالت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري وعدد كبير من فاعليات المدينة على المعالم الستة متنقلين بينها سيرا على الاقدام ومشاركين الرواد والزائرين الأنشطة الإحتفالية بالمناسبة .

فأقيم في متحف الصابون نشاط تراثي عبارة عن تقطير ماء الزهر بالطريقة التقليدية «الكركة» وحرفي يتمثل بصناعة ونفخ وتلوين الزجاج ، فيما استضافت مؤسسة عودة الثقافية وتحت اشراف رئيستها السيدة كريسيتان عودة  حفل توقيع كتاب السيدة ليلى البساط «Of Whispers And Winds» ومن متحف الصابون نزولا الى الشارع الموازي لحي الشاكرية كان مركز علا في مدرسة عائشة ام المؤمنين (دار علي حمود التراثي) يستقبل الوافدين والزوار بالموسيقى عزفا على الكمان والتاريخ الذي تختزنه جدرانه وقاعاته وبالتراث الذي تحكيه روعة عمارته وببرنامج ضيافة خصصته مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالمناسبة، ليكمل هذا النبض الثقافي سريانه في شرايين المدينة القديمة ويحط مع الزوار رحاله في قصر دبانة الذي اقامت فيه مؤسسة دبانة الثقافية تحت اشراف رئيسها القنصل رفلة دبانة امسية عزف موسيقية تخللتها اغان طربية قديمة، ومن ثم يتدرج الايقاع الموسيقي على درج القصر الى رحاب جاره خان صاصي الذي احتضنت جدرانه واقبيته وقناطره التاريخية وتحت اشراف انطوان واندريه صاصي معرضاً للشموع من نتاج اطفال ذوي احتياجات خاصة ومعرضا للحرف التراثية (كراسي وطاولات القش) وجناحاً خاصا بالحلويات ومأكولات من التراث الشعبي. وتخلل النشاط تقديم وعرض كتاب عن تاريخ صيدا للبرفسور أندريه صاصي.. ومن هناك الى سوق النجارين حيث كانت وقفة للزوار امام ما ابدعته ايادي حرفيين من المدينة القديمة.

استمر إيقاع تلك الاحتفالية بحركة روادها وصولاً الى خان الافرنج الذي نظمت فيه مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة امسية عزف على البيانو رافقها عرض لأشغال يدوية من قبل مركز اناملنا وتخللها اطلاق هالات ضوئية وسط الخان، ليختتم الزائرون مشوارهم الثقافي التراثي الليلي هذا في مبنى تراثي على الواجهة البحرية للمدينة تحول بمبادرة من مؤسسة الحريري ايضا الى مرفق انتاجي سياحي يحمل اسم «طاولة صيدا» أنشىء بالشراكة بين مؤسسة الحريري وسوق الطيب، قدم لزواره اطعمة تراثية وعصائر من نتاج عمل سيدات من المدينة القديمة  ضمن مشروع المطبخ الاجتماعي الذي تشرف عليه المؤسسة.

وحلّت الفنانة نضال ألأشقر ضيفة في عدد من متاحف صيدا…

 

تصوير: رأفت نعيم، علي مزرعاني، عباس علوية.