راقصة الهيكل

رسم وكلمات الفنان والشاعر شربل فارس

كل الامكنة يحاصرها
الصدأ والعفن
الموت والكفن
الاّ
حيث انتِ
وحيدة في الحلبة
ترقصين بأجنحة من غبار
تتبخرين من تربة
تحتسي الضباب
من قبضة غيمة عابرة!
كيف اراقصك وعلى كتفي
حقيبتي
وبين اسناني جواز السفر؟
تسقطين الشمس من يدي
والمسامير من بين اصابعي
تعلمين جيداً
ان درب الجلجلة
اختصرت
كل الدروب
اتراقصين ظل شبح
يغفو على الصليب
ينتظر الحربة
واكليل الشوك
والمسيح المصلوب؟

تعب الانبياء من الرقص
على جثث الضحايا
والقديسون من السجود
على حطام المرايا
وانتِ ترقصين؟!

نعم ارقص وارقص
ما دمتم تؤلهون الموت
حذارِ من اللهب
في حنجرتي
وانا اغني
يخضّر صمت القبور
ويسقط الموت على صدري
جثة هامدة
تنهُدي رذاذ
يتكوّر بين النهد والنهد
تأوهي ملاذ
شمس
ادركها الليل
بين الجذر والمد

ارقص
لا…خوفا من الموت
بل…ضجرا من الحياة
حافية تحت المطر
عارية تحت الشمس
ارقص حتى
تتبخر البحار
وتحمّر وجوه الكواكب

سئمتُ السواد
وبكاء القتلى
وحسرة الشهداء

هيّا راقصني
وطني بسمة حزينة
تلتحف نعاسي
وتغفو كالقطِ
تحت نعال فولاذية
ارقص معي
حتى
يوم القيامة