السرطان… يقطف “زهرة” من كفررمان

كتبت رنا جوني

ورحلت اقحوانة كفررمان في عمر الورد، استسلمت لذاك المرض الخبيث، الذي هزم احلامها الوردية.

زهراء محمد بصار ابنة العشرين ربيعاً، الطالبة في قسم التربية الحضانية، رحلت في ليلة عيد الام، في فجر ولادة الربيع، هذا الربيع الذي سرقها من خطيبها، من أمها وأبيها ومن رفاق الطفولة.

شهر أمضته زهراء داخل جدران غرفة المستشفى، تتصارع مع السرطان اللمفوي، تارة تهزمه، وتارة يتغلب عليها، لم تشفع لها العينان الخضروان بكسره، أو قتله، ولا حتى براءة وجهها الطفولي الذي يشع منه نور القمر، كان اقوى من كل شيء، حتى من دعائها وصلواتها، فالصراع مع الخبيث السرطان ربما كان يحتاج إلى قوة أكبر، وعدم الإستسلام.

لماذا استسلمتي له بسهولة؟

لم يكتمل فجر عيد الام إلا وكانت روح زهراء تحلّق في السماء. رحلت أقحوانة كفررمان، تلك الزهرة الصغيرة التي فاحت رائحة نداها الربيعي في كل مكان، تاركة غصة وحرقة، ودعاء بين اضلع السماء.

وداعا زهراء، يا وردة الربيع التي ذبلت قبل الربيع نفسه…

 

وقد شيعت بلدة كفررمان (النبطية) فقيدة الصبا زهراء محمد بصار بموكب شعبي مهيب، انطلق من منزل والدها وجاب الشارع الرئيسي للبلدة حتى النادي الحسيني حيث امّ الصلاة على جثمانها الطاهر الشيخ تيسير رزق، بحضور رئيس بلدية كفررمان المحامي ياسر علي احمد وعلماء دين فعاليات بلدية واختيارية ورفاق الفقيدة. بعد الصلاة سار المشيعون في موكب مهيب باتجاه جبانة البلدة حيث ووريت في الثرى.