التوت البرّي زينة السهول وجداول المياه

هدى برجاوي تقطف التوت البرّي في سهل الميذنة

كامل جابر

لم تعد النظرة تجاه التوت البرّي والذي يعرف في مناطقنا اللبنانية بـ”العلّيق” مقترنة بما يحمله من أذية أشواكه التي تعلق بكل ما يقترب منها، فحبات الثمر الغارقة في السواد أو المتدللة باحمرارها الياقوتي، باتت هي مصيدة الباحثين عن فاكهة ثمينة الفوائد، خالية من المواد الكيماوية، حاوية على «فيتامينات» عالية، قاهرة للسمنة والدهون و«الكولسترول».

في سهل «الميذنة» شمال بلدة كفررمان (النبطية)، ينتشر العلّيق على شكل غابات متواضعة تحاذي قنوات المياه الممتدة تشعّباً، في مختلف أرجاء السهل، آتية من نبع الميذنة العذب، غير المنقطع صيفاً وشتاءً؛ فضلاً عن ينابيع صغيرة تنتشر تحت بلدة الجرمق. وصارت هذه الغابات المطوقة مجاري المياه الطبيعية أو المصطنعة، محطّ اهتمام العديد من روّاد السّهل، أو القاصدين بحثاً عن ثمر التّوت البرّي، الذي يتألق في مرحلة نموه ونضوجه، من أبيض إلى زهر، فبرتقالي ثم إلى إحمرار حامض وأسود قاتم صالح للتناول، بين أيلول وتشرين الأول.

وقد ذاع صيت التوت البري، كثمر حارق للدهون، قاضٍ على السمنة، إذا ما استخدم عُصَارُه مدة أسابيع متتالية، ومقوّ للدم ومنشط للجسم. أما البعض الأخر فيستفيد ممّا يجمعه من سلال، في صناعة مربّى التوت البرّي الشهيّ.

وقد إهتمت جمعيات بيئية وزراعية في جنوب لبنان بهذا النبات الشّوكيّ، ودعت إلى رعايته وتشذيبه، بدل حرقه والقضاء على مساحات واسعة منه، خيفة عند المزارعين، من أن يكون موئلاً للأفاعي والحشرات الضارة.

عدسة: كامل جابر